مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

كتاب الأفعال

صفحة 333 - الجزء 1

  وإن قلت: إن ذلك الإحراق من فعل المقتولين، فهذا أشبه شيء بقول المجانين، فلا بد من الرجوع إلى ما قلنا من فعل الطبيعة الكامنة في الأجسام التي كمّنها الله لمنافع الأنام.

  فإن قال: كيف تفعل الطبيعة وهي لا تعقل ولا تغني ولا تقصد شيئا من الأمور ولا تهتدي.

  فالجواب في ذلك وبالله التوفيق والتسديد، ومنه العون والنصر والتأييد، والقوة والهداية إلى ما نقصد ونريد: إنها تفعل بإذن الله فعل طباع الكمون، ولا تفعل فعل أهل العقول والتدبير، لأن ذوي العقول والتدبير يفعلون بالاختيار، وفعل الطبيعة بالتركيب، وإنما أنكرنا على ذوي الإلحاد أنهم أضافوا الحكمة إلى الجماد فقلنا ذلك يستحيل، ولا تقبله عن قائله العقول، لأن الجمادات لا تفعل أعاجيب التدبير، ولا يكون ذلك إلا من العليم القدير؛ لأنا وجدنا الحكمة التي في الجوارح، وتركيب أدوات جميع المصالح تدل على علم الصانع.

  (............)⁣(⁣١).

  الألباب مثل خلقه ø للذكر والأنثى وجعله لأجسامهما صنعاً محدثاً، ومثل خلقه وفرقه بين الرؤوس والأقدام، ومثل فرقه بين مخارج الماء والطعام، ومداخلهما ومجاريهما ومسيرهما في الأجسام، ومثل فرقه بين العقول والأوهام، ومثل تقديمه للمراضع في صدور الإناث، لعلمه بحاجة


(١) لعل هنالك سقط في النسخة المصفوف عليها وفراغ في النسخة (ج) يقدر بربع سطر.