[ثبات السماء على الهواء]
[ثبات السماء على الهواء]
  وسألت عن ثبات السماء على الهواء بغير عمد تعمدها.
  والجواب أن إمساكه لها بغير آلة ولا سكون ولا حركة، ولا جوهر ولا علة ولا لمس ولا مباشرة، ولا فرق بين قولك كيف خلقها وكيف اثبتها، أو كيف أفنى الأشياء وأعدمها؛ لأنه خلق وأثبت وأعدم بالقدرة التي لا كيف لها؛ لأن الكيف من صفات المخلوقين؛ لأنك إذا سألت عن كيفية المخلوقين، فالجواب في ذلك أن يقال: فعل بحركة أو سكون، والله لا يوصف بهذه الصفات؛ لأنه لا يشبه الخلق في الفعل ولا في الذات، ولكن القادر يفعل بغير علة متوسطة ولا جارحة محيطة.
  وكذلك فقد سألت عن الرد على من قال: كيف قدر أو كيف علم؟
  الجواب له في ذلك: أن يقال له: إن أردت بماذا قدر وعلم فهو قادر عالم بنفسه، وتلك النفس هي العلم والقدرة، وإن أردت بسؤالك عن كيفية العلم والقدرة (أن أحليهما لك نحلته من الحُلا فالله جل عن الْحِلْتَه وتعالى)، والكيفية تستحيل عن الله الجليل ولا ينسبها إليه أحد من ذوي العقول، ولا يجوز في السؤال والقول إلا أن يكون السائل عنها عياً جاهلاً وعن الله وعن دلائله غافلاً.
[الحكمة في خلق البهائم بلا عقول]
  وسألت فقلت: هل يركب الله للبهائهم عقولاً مع ثوابها؟
  والجواب في ذلك: أنه يركب فيها من العقول ما يزجرها عن الجهل والأذى، وإلا فلا تمام لما جاد عليها به من الفضل والنعماء؛ لأن النعمة لا تتم