[دوام الله ودوام الآخرة]
  رب العالمين، إلا أن يزعم بجهله وضلاله ومكابرته وخباله ان الله والكافر شريكان، وان الفعل بينهما قسمان.
  فإن قال ذلك فقد كفر بالله ø، وضل عن الحق وأضل؛ لأنه لا يخلو هذا الفعل من أن يكون فعلاً لله خالصاً، فيكون الله بالذم على الكفر مخصوصاً، أو يكون الكفر من الكافرين فيكونوا عليه معذبين، أو يكون الكفر بين الله وبين الكافر نصفين فيكون الله وهذا الكافر مذمومين، وإلا فمن أين يذم الكافر وحده ومعبودهم قد فعل من الكفر بعضه، فقد اشرك هؤلاء الفاسقون لرب العالمين، وخرجوا من ملة المسلمين، فبعداً للقوم الظالمين، والحمد لله رب العالمين، وصلواته على خير خلقه أجمعين، محمد خاتم النبيين، وعلى آله الطاهرين الأخيار الأبرار الصادقين، وسلم تسليما.
[دوام الله ودوام الآخرة]
  وسألت اكرمك الله فقلت: ما الفرق بين دوام الله ودوام الآخرة؟
  والجواب في ذلك: أن دوام الله ذاته، ودوام الآخرة غيرها؛ لأن الدوام في صفات القديم هو قدمه، ودوام المحدثات بيان أعراضه وأحواله وضده زواله وانتقاله.
  ودليل آخر: أن دوام الآخرة بمديمها ومثبت أحوالها ومقيمها، والله ليس يحتاج إلى مديم ولا يفتقر إلى مقيم، بل هو الله الحي القيوم.