[الفناء وأنواعه]
  الإرادة لا تكون إلا في الإيجاد للأعراض والأجسام، وليس لله إرادة في الإعدام ولا يجوز أن يسمي الإعدام إرادة في الكلام، وإنما هذا جهل ممن يوهمه من الآثام، لأن الإعدام لو كان إرادة لكان فعلاً، والفعل لا يكون إلا عرضاً أو جسماً، وليس يقول أحد يعقل غير ما ذكرنا؛ لأنه إذا قال إن إعدام الله للعرض إرادة، سألناه: ما هذه الإرادة؟ فإن قال: لا شيء بان خلله وصح للناس عماه وجهله؛ لأن الإرادة هي الفعل المفعول والخلق المقدر المجعول.
  وإن قال: إن إعدام الله للعرض وإبطاله جسم فقد رجع إلى التجاهل والخروج من المعقول، وهذا ما لا يقول به أحد من ذوي العقول.
  فإن قال: أفليس الله الذي فعل إعدام العرض بعد إيجاده وقصده بالإبطال عند إعدامه؟
  فالجواب في ذلك: أن قوله فعل الإعدام من المحال؛ لأن الفعل معني، والإعدام ليس بفعل من الأفعال.
  وأما قوله: إن الله قصد العدم بالإبطال فهذا القول من أضل الضلال؛ لأن القصد معنى هو المقصود المحدث المدبر المحمود والمدبر فهو الموجود، ولكنا نقول: إنه أوجد العرض وأراده، ثم أبطل إرادته وأباده.
  فإن قال: هل يريد الله موت الميت إذا أماته وأفنى عمره وحياته؟
  قيل له. - ولا قوة إلا بالله -: نعم أراد الله موته، وإرادة الله لموته عرض هو الافتراق، كما أن اجتماعهما عرض هو الالتزاق.
  وسالت عن الحكيم ø ما منعه من تبليغ الرسالة بنفسه، ولم أرسل غيره