الوقفة الأولى: حول الأقوال المنسوبة إليه
  فيه كثير على الإمام، ولهذا لم نعدها في مؤلفاته، وأما الإمام عبد الله بن حمزة فقد سمعت نقله عنه في (الرسالة الناصحة) وثناءه عليه وكلام هذا الإمام في كتاب (الرحمة) وغيره من روايات السيد العالم الكبير حميدان بن يحيى القاسمي يقضي بأن مذهبه وعقائده عقائد الإمام الهادي وابنه المرتضي، وهي التي ارتضاها الله لعباده، وتبرأ إلى الله من كل ما نسب إليه خلاف ذلك، ولعله لبّس على الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان لكثرة أعدائه في ذلك العصر، وقد كان كثير التشكي من المحرفين لكلامه، ومع ظهور الحامل فلا يؤخذ بالنقل وإن بلغ أي مبلغ، فهذا أمر عسير، والهجوم عليه بغير بصيرة جرم خطير»(١)
  وبالرغم من تحامل الدكتور علي محمد زيد على بعض أئمة الزيدية أحياناً، إلا أنه قد دافع عن الإمام الحسين بن القاسم العياني في كتابه (تيارات معتزلة اليمن في القرن السادس الهجري)، قال فيه عنه: «وقد نسب إليه الكثير من الأقوال الغريبة، منها ما قاله الحجوري من أنه ادعى أنه يوحى إليه، فاعترض عليه، أحد شعراء عصره قائلاً:
  يا مدعي الوحي إن الوحي قد ختما ... بالمصطفي فأزح عن نفسك الوهما
  لكن الحجوري إنما يكتب في القرن السابع الهجري، وربما عن غير اطلاع على مؤلفات الحسين بن القاسم في علم الكلام، وهي مؤلفات تضيف لأول
(١) التحف: ٢٠٣.