مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[الأعراض]

صفحة 362 - الجزء 1

  الحكماء وليس ذلك من كتاب الله، ولا من سنة رسول الله ~ وعلى آله وسلم.

  وقد أنزل الله تبارك اسمه كتاباً، وأرسل رسولاً، وركب عقولاً، ولم يُعلم رسول الله ÷ أحداً من أمته جسماً ولا عرضاً ولا جوهراً ولا جزؤاً لا يتجزأ، وإني لأعلم من ذلك ما لا يعلمون وأفهم من حالهم ما لا يفهمون.

  من ذلك قولهم: إن ثم جزءاً لا يتجزأ وأنه واحد في نفسه بزعمهم، وهذا بحمد الله أفسد الفساد وأقبحه عند من يعقل من العباد، ألا ترى أن هذا الجزء الذي هو عندهم واحد بنفسه لا يخلو من أن يكون لابثاً ساكناً، أو متحركاً سائراً، فإن كان لابثاً فهو شيئان اثنان، ولبثه متعلق به وفيه، وإذا كان لا يوجد إلا على الحالين الحركة والسكون فله فوق وتحت، وتحت الشيء ابداً غير فوقه وفوقه غير تحته، فهذان جزآن جسمان.

  وأيضاً فله يمين وشمال فقد صار أربعة أجزاء لا شك في ذلك ولا امتراء، وإذا كان له يمين وشمال فله خلف وأمام، فقد صار ستة أجزاء، وحصل بأبين البيان جسماً، فكيف يكون الستة جزءاً واحداً وفي تناقض قولهم والحمد لله أكثر ما ذكرنا.

  ولم يأت محمد ÷ بشيء من هذه الترهات.

  وقيل: إن الأعراض من الروائح والحر والبرد لا تصل إلا بأجزاء لطاف دخانية تباشر الحواس، فمن هذا الوجه تدرك الأعراض، إذ لا يجوز عليها