مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

كتاب مهج الحكمة والفوائد

صفحة 365 - الجزء 1

  وسمعت عنه ~ أنه قال: أصبت رقعة عن بزر جمهر فيها خمس كلمات يُنبَغى لهن أن يكتبن ماء الذهب يقول رحمة الله عليه: إذا كان الله أعظم الأشياء فالمعرفة به من أجلّ العلوم، وإذا كان الله عدلاً فلم يمت المخلوقين إلا من علة، وإذا كانت الدنيا فانية فالطمع فيها غرور، وإذا كان الرزق مقسوماً فالحرص في هذه الدنيا باطل، وإذا كان القدر طباً فالاطمئنانية إلى المخلوقين عجز.

  قال المهدي لدين الله الحسين بن القاسم ~: من أراد أن يستفيد من خاتم النبيين، ومن أمير المؤمنين عليهما وعلى آلهما صلوات رب العالمين، فليقف على ما وضع الهادي إلى الحق ~، وكذلك ما وضع المرتضى لدين الله $ من العدل والتوحيد والحلال والحرام، وغير ذلك من شرائع الإسلام، لأنهما أخذا العلم الذي جاء به رسول الله ~ وعلى آله الطاهرين، ولا يلتفت إلى اختلاف المختلفين ولا يعتمد على أقاويل القائلين، فإني وطيت من العلوم مهجها واعتزلت والحمد لله همجها، فما رأيت علماً أشفى، ولا أبين ولا أكفى مما أتيا به من خالص الدين، ومحض اليقين، رواية عن خاتم النبين وسيد الأولين والآخرين، أخذاه عن آبائهما وحفظاه عن سلفهما أبا فأباً وجداً فجدا، حتى ينتهي إلى الأصل أمير المؤمنين عن سيد المرسلين، عن الروح الأمين، وإخوانه الملائكة المقربين عن الله رب العالمين، وفاطر السماوات والأرضين، فالحمد لله الذي جعلنا بهما من المقتدين ومن فضل علمهما مستفيدين، فمن علمهما استفدت وبهداهما اهتديت، وبهما في جميع الأمور اقتديت، وفي آثارهما مشيت، والحمد لله