مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[صفات الله ذاته]

صفحة 390 - الجزء 1

  فإن قلت: إن علم الله عدم جهلته، وإن قلت: إن علمه موجود وجدته.

  وكذلك لا يخلو هذا العلم من أن يكون حقاً أو باطلاً، فإن قلت: إن علمه باطل أثبته جاهلاً، وإن قلت: إن علمه حق فهو الله، إذ ليس مع الله شيء قديم حق سواه.

  قال المهدي لدين الله الحسين بن القاسم ~: وإذا أردت أن تتحقق الأشياء كلها، وأردت إن شاء الله أن لا تجهلها فاصرفها إلى هذه الأوجه التي ذكرنا، فلن تجدها إلا على الحالين اللذين عبرنا، وهما الحدوث والقدم، والوجود والعدم، فكل حقيقة فلا بد من وجودها أو عدمها، ولا بد من وجود الذات أو من قدمها، فمن هاهنا يصح الحق ويبطل المحال، ولا يثبت ما فسد من المقال، وهذا القول فهو قول سيدنا العالم ~، وقد روي عنه غير ذلك، ونسب إليه.

  وكذلك هذا القول عن أمير المؤمنين الهادي إلى الحق المبين ~ وعلى آبائه الطاهرين وذريته الأخيار الصالحين، وليعلم من سمع لنا قولاً أنه منهما وأنّا إن شاء الله لا نتكلم بخلاف قولهما، ولا ندين الله بغير دينهما ودين من احتذى بحذوهما من ذريتهما، فمن سمع لنا كلاماً فليعرضه على كلامهما، فما خالف قولهما فليس لنا وما وافق ذلك فهو منا، وليس ما روي كان حقاً، ولا ما سطر كان صدقاً، مما يخالف علماء آل الرسول، وتجب له ثواقب العقول⁣(⁣١).


(١) وفي كلامه ¥ هنا تأكيد على أن مذهبه مذهب آبائه الطاهرين، وما روي عنه من الأقاويل يجب عرضها على أقوالهم، فما وافقها فهو قوله ومقصده وما خالفها فليس بقوله ولا معتقده.