باب تفسير الكرم والحكمة
صفحة 391
- الجزء 1
باب تفسير الكرم والحكمة
  قال المهدي لدين الله الحسين بن القاسم ~:
  إن سأل سائل فقال: أتقول أن الله لم يزل حكيماً ولم يزل في القدم كريماً؟
  قيل له ولا قوة إلا باللّه: إن الحكمة تخرج على وجهين، وكذلك الكرم أيضاً على معنيين، فحكمة هي من المحدثات، وحكمة هي من أكرم الصفات، فأما الحكمة المحدثة فمثل القرآن والتوراة والإنجيل، ومثل خلق السماوات والأرضين، وما بث فيهما من المخلوقين.
  وأما الحكمة الأزلية والصفة الكريمة الأولية فهي العلم الذي أحاط بالأشياء خبراً، وفطرها كيف شاء فطراً، وكذلك الكرم فكرم هو عظمته وجلاله، وكرم هو نعمته وإفضاله.
  فأما الكرم الذي هو النعمة والإفضال فمحدث من صنع ذي الجلال.
  وأما الكرم الذي هو عظمته فهو قوة الله وقدرته وقوة الله فهي ذاته.