كتاب الرحمة وابتداء الله تعالى بالنعمة
صفحة 397
- الجزء 1
  فإن قال: إنما أصفه بقدم الإرادة لقوته عليها؟
  قيل له ولا قوة إلا بالله: إن وصفك له بقدم المحدثات كفر بالله فاطر السماوات؛ لأنك أشركت صنعه معه في الأزلية.
  وحقيقة القدم هو الله القديم الخالق الرحمن الرحيم.
  ولوقال قائل: إن الله يريد ولا يريد لكان صادقاً، ولو قال إنه يعلم ولا يعلم لكان كافراً فاسقاً، ألا ترى أنه يريد الإيمان والإحسان ولا يريد الكفر والعصيان؛ لأنه إذا أراد الإيمان ولم يرد الكفر كان عادلاً، وإذا علم الإيمان ولم يعلم الكفر كان جاهلاً، فهذا فرق بين صفة الذات وبين صفات الأفعال المحدثات فسبحان من هو على كل شيء قدير، وبكل الأشياء عليم خبير.