مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

باب تفسير العدل

صفحة 399 - الجزء 1

باب تفسير العدل

  العدل: صفة من صفات الفعل، فكل ما فعله الحكيم ففيه العدل، وإنما سمي العدل عدلاً في كل ما كان لله سبحانه فعلاً لاعتداله وقوامه وحسنه وتمامه، وثباته، فهل يقول أحد يعقل أن الظلم عدل حسن، أو أن الكفر تمام متقن، هذا ما لا يقول به أحد من ذوي الألباب، ولا ينسبه إلى الله رب الأرباب.

  فإن قال سائل: ما عدل الله في خلق الجمادات؟

  قيل له ولا قوة إلا باللّه: لا يقال للحكيم لم فعل إذا كان حكيماً، وكان بجميع الأمور عليماً؛ لأن الحكيم لا يفعل فعلاً إلا لمصلحة وحكمة، فإذا علمت ذلك وجب عليك التسليم له في جميع فعله لعلمك بحكمته وعدله.

  وايضاً فإن العقول تصل في غور حكمته، وتشهد بفضله ورحمته، وإن أدركت عقولنا شيئاً من حكمة خالقنا، فإنا نعلم مع ذلك أنها تقصر عن غاية صنيع سيدنا ولن تدرك عقولنا من ذلك إلا ما شاء سبحانه، وفي ذلك ما يوضح عدل الله وإحسانه، وفي أقل قليل ذلك بحمد الله الشفاء والبرهان،