مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

باب تفسير العدل

صفحة 403 - الجزء 1

  ضعفي، اللهم إني لا أخاف إلا من ذنوبي أن تحبط عملي، ولا أحزن إلا من سوء فعلي، فإن رحمتني فبفضلك، وإن عذبتني فبعدلك، فيا حزناه يا مولاي كيف أنجو بعملي وهو لا يساوي شربة ماء مما سقيتني ولا إشباع جوعة مما أطعمتني، ولا عافية ساعة مما عافيتني، ولا شفاء مرضة مما أمرضتني.

  اللهم يا مولاي إن جسمي يضعف عن قرص القملة على صغرها فكيف يا مولاي أصبر على جهنم وحرها! فيا ويح جسم عصى الرحمن وهو على غاية الضعف والهوان، والمسكنة بين أطباق النيران.

  اللهم لك الحمد يا سيدي كما أعنتني على جهاد نفسي بما أريتني من ضعفي وذلتي.

  اللهم يا كريم إني لا أدري كيف محضري غداً بين يديك ولا بما أعتذر إليك، إذا ورد علي كلما قدمت وأحضر إلي كلما عملت، وأوقفت على الحساب، وأوتيت بالكتاب، وسئلت عن جميع الأسباب، وطلب مني الجواب، فليت شعري يا سيدي أيختم على لساني وتنطق جوارحي بما عملت من الذنوب، فيكون ذلك بعدلك أتعفو عني فيكون ذلك برحمتك.

  ويا ليت شعري يا كريم أتعطيني كتابي بيميني أم شمالي فيكون ذلك بسوء فعالي، فيا أسفاه يا مولاي ويا خزياه على ما عملت، ويا لوعتاه على ما فرطت إلا أن ترحمني وتعود بقدمك على حدوثي، وبعلمك على جهلي، وبقوتك على عجزي وبعزتك على ذلي، وبعظمتك على صغري، وبحلمك على سوء فعلي، ويكرمك على لؤمي، وبغنائك على فقري، وسؤددك على عبودتي.