مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

باب تفسير العدل

صفحة 402 - الجزء 1

  ألا ترى أن الحكيم من المخلوقين إذ علم بإحسان المحسنين كان أعظم لحرصه على هدايتهم، وأكثر عنده لرحمتهم، فكيف بمن زادت رحمته على رحمة الآباء للأبناء، وزادت حكمته على حكمة الحكماء، وهو أرحم الرحماء، فأقسم بالله لهو أرحم من الأم بولدها، إذ كان أصل كل رحمة من رحمته وكل حكمة فمن حكمته، وكل علم فمن تعليمه ولطفه بالعباد وبفهمه، فنأياً وبُعداً لمن يرغب عن مواصلته، ولا أفلح من أعرض عن محبته.

[ابتهال]

  اللهم يا مولاي إنك تعلم بمحبتي لك، وما يضمر قلبي من مودتك، وتعلم يا حبيبي وسيدي بمحبتي لأوليائك وإن بعُدَت أنسابهم، وتعلم بعداوتي لأعدائك ولو قربت أرحامهم، فأسألك يا كريم أن ترحم ضعفي ومسكنتي، وفقري إلى رحمتك وفاقتي، وترحم من ولدني من المؤمنين والمؤمنات جميع سادتي الصالحين والصالحات، وأسألك يا رحيم يا حكيم يا لطيف يا حليم أن ترزقني نصرة أوليائك المحقين، وخدمة عبادك المهتدين، وأن تمن عليَّ بجوار سيدي محمد خاتم النبيين، وسادتي أهل بيته الطاهرين، وأن لا تحرمني زيارة سادتي أنبيائك الصالحين، ومرافقتهم في جنات النعيم.

  اللهم إنك خلقتني لتنفعني بإيجادك لي عن غير حاجة منك إلى خلقي ولا فاقة إلى عملي، فسبِّب لي أبواب نجاتي، واستر فضائحي وزلاتي، حتى تبلغني ما آمله برحمتك خلقتني.

  اللهم يا كريم قد علمت ما يضمر قلبي من خوفك فأمن خوفي، وراحم