[بيان العقل]
  والتاسع: هو السرور والفرح.
  والعاشر: ضده وهو الغم والترح.
  والحادي عشر: الرجاء والطمع.
  والثاني عشر: ضده وهو اليأس.
  والثالث عشر: الرحمة.
  والرابع عشر: ضدها وهو القسوة.
  وكثير من هذه الأقسام يوجد بالمشاهدة في أنفس الأنعام، ولكنها(١) تنقسم في قلوب ذوي(٢) العقول على أقسام، وتخرج على وجوه تخشى فيها الإمعان في الكلام، ولا فاقة(٣) لأحد إليها من الأنام.
  والنفس فهي تقلب(٤) القلوب أطواراً، وتغيره حالاً بعد حال مراراً، فمرة تدعوه إلى الصالحات، ومرة تدعوه إلى المهلكات، ومرة تدعوه إلى العقل، ومرة تدعوه إلى الجنون والجهل.
  وأصل الجنون وفرعه خلق هذه الأقسام بغير عقل ولا زمام، وإذا كان العقل مع هذه الأسباب سترها، وعلا نوره عليها فغمرها، وإذا خلت الأقسام بأنفسها من العقل، جالت في أنواع القبائح والجهل، فنستمتع الله بما وهب لنا من العقول، والحمد لله الواحد الجليل.
(١) في (ج): ولكنهما.
(٢) في (ج): أهل.
(٣) في (ج): ولا فائدة.
(٤) في (ج): تغلب.