[مخاطبة إبليس لآدم ووسوسته في الصدور]
  ثم نقول من بعد: إن الروح محل لهذه الأقسام، وأنه جسم لا يدرى ما هو من الأجسام، لأن الروح ينتقل من الموضع إلى غيره، وذلك بلطف الله وتدبيره، ولا يجوز الانتقال إلا على الأجسام، وما ركب الله سبحانه من الأجرام.
[مخاطبة إبليس لآدم ووسوسته في الصدور]
  وسألت عن كلام إبليس اللعين، ومخاطبته لسيدنا آدم وغيره من النبيين - À أجمعين - وقد حكى الله ø في القرآن ما قد سمعت من قسمه لآدم وزوجه إنه لهما من الناصحين، ولا يكون القسم [والحلف](١) إلا بالكلام، ولا يجوز أن يسمِّى القسم خاطر وَهْمٍ(٢) من الأوهام، وإذا أقسم لهما فقد سمعاه، وروي في ذلك أنهما صدقاه، وحسبا أن عدو الله لا يجتري على اليمين [بالله](٣) كاذباً، لما داخلهما من اليقين بالله ذي الجلال، والتوقير لذكر الله عن الكذب والمحال، حتى ظنا ª إن في قلب عدو الله من الخشية كالذي في قلوبهما، وأنهما(٤) اغترا في حال حداثتهما وقلة تدبيرهما وتجربتهما، فلما حكمهما طول الزمان، وكثرة التجارب للأفنان، حَذِرا من الغرة(٥) والجهل، واستقاما على الدين والعقل، حتى قبضهما الله إلى رحمته، وتوفاهما على طاعته.
(١) ما بين المعكوفين زيادة من (ج).
(٢) في (ج) وهو.
(٣) ما بين المعكوفيمن ساقط في (ج).
(٤) في (ج): وإنما.
(٥) في (ج): الغرر.