مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[في اختلاف العقول]

صفحة 423 - الجزء 1

  والجواب في ذلك: أنه غير مأثوم ولا مأزور، ولكنه في حكم الله مرضي مأجور، وقد أعرض سيدنا المسيح عن ذلك واشتغل بغيره، فلم ينقص الترك لذلك من أجره.

  وأما ما روي عن سيدنا خاتم النبيين، صلى الله عليه وآله الطاهرين، من قوله: «لا حصر⁣(⁣١) بعد يحيى، ولا سياحة بعد عيسى»، فإنما أراد بذلك التخفيف⁣(⁣٢) عن المخلوقين، ولم يرد بذلك حظر السياحة في أرض الله على السائحين.

[في اختلاف العقول]

  وسألت عن العقول هل هي مستوية، أم بينها اختلاف⁣(⁣٣)؟

  والجواب: أن [في ذلك]⁣(⁣٤) اختلاف عقول الناس كاختلاف قواهم، فمن كانت قوته تبلغ أداء الفرائض وجبت عليه، ومن لم يطق فلا يكلفه الله ما يعدم لديه، ولا يصل بقوته إليه.

  وإنما العقول على وجوه معروفة، وأحوال بينة موصوفة.

  [١] فمنها: عقول سادتنا الملائكة المقربين.

  [٢] ومنها: عقول الأنبياء المرسلين.


(١) قال تعالى: {أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا}⁣[آل عمران: ٣٩]، الحصر هنا هو الامتناع عن إتيان النساء مع القدرة على إتيانها تعففاً وزهداً.

(٢) في (أ): تخفيفاً.

(٣) في (ج): خلاف.

(٤) ما بين المعكوفين ساقط في (ج).