مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[التخلي للطاعة]

صفحة 422 - الجزء 1

  وأما سائر الناس، وما يعارضهم من الوسواس، فأكثر ذلك من النفوس وجولانها، وتقلب القلوب وخطرانها، وقد روي أن إبليس اللعين ربما قارب الإنسان في حال فكره، و [ربما]⁣(⁣١) قَوَّى طبعُ النفس بما هو من شكله، كما يقوى الحر من النار بزيادة مثله.

  وقيل أيضاً: إنه كان يخاطب الناس في أول الزمان ويدعوهم إلى العصيان، ولسنا نبالي أدعاهم أم لم يدعهم، وسواء عندنا أكلمهم أم لم يكلمهم، لأن لك لا يوجب [في دين الله]⁣(⁣٢) فساداً، ولا يضر من أولياء الله أحداً.

[من أطاع ثم عصى ثم تاب]

  وسألت عن رجل أطاع الله وقتاً ثم عصاه، ثم تاب إلى الله ومات على تقواه، هل يثاب على الطاعة التي كفر بعدها، أم تبطل ولا يثاب عليها؟

  والجواب: أنه لا يثاب على شيء قد أبطله، وأفسده عبثاً وعطله، ولكن الله قد غفر له، وتاب عليه عند الرجعة وقَبِلَه.

[التخلي للطاعة]

  وسألت عن رجل عسر عليه الإكتساب، وأراد أن يتفقه في الدين، ويُقبِل على طلب الحق واليقين، وأعرض عن المنازل والزوجات، فلم يَبْن لنفسه منزلاً، ولم يتخذ من الزوجات أهلاً، أيأثم في ترك [شيء من]⁣(⁣٣) ذلك أم لا؟


(١) زيادة من (ج).

(٢) زيادة من (ج).

(٣) ما بين المعكوفين ساقط في (ج).