مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[ثواب المطيع حسب الزمان]

صفحة 425 - الجزء 1

  فأما⁣(⁣١) سائر المكلفين فقد اختلف القول فيهم من المتكلمين، فقال قوم: إن الله ساوى بين خلقه في العقول، كما ساوى بينهم بالتعبد⁣(⁣٢)، فاستعمل بعضهم عقله، ولم يستعمل بعضهم النظر وأهمله، وزهد في التمييز وعطَّله، فأصدأ بمخالفة الله عقله، حتى صار لكثرة اللعب كمن لا يعقل.

  فأما من كان مغموراً بالخُبْل، مطبوعاً على البلاهة والجهل، وضعف التمييز في الطبيعة والعقل⁣(⁣٣)، فليس يكلف الله ذلك، ولا يكون أبداً في المكابرة كذلك، لأنه لم يتعمد في ذلك تجاهلاً، [ولم يزل عن جميع الأمور جاهلاً]⁣(⁣٤)، ولم يكن مع الناس فهماً عاقلاً، ولم يزل عن وجوه التعبد غافلاً.

  وزعم قوم آخرون: أن الله خالف بين عقول العباد، ودل جميعهم على الرشاد، فذو العقل المنقوص يلحق بضعف عقله إذا سلم من الجنون، كما⁣(⁣٥) يلحق كامل العقل من الدين، كما أن أضعف الناس يلحق من الصلوات، وأداء جميع المفروضات، كالذي يلحق أقواهم جسداً، وأشدهم بدناً، فهذا⁣(⁣٦) قولهم واختلافهم.

  والذي أقول أنا واعتقد - والله الموفق والمسدد -: أن من عمل على قدر عقله، وسلم من مكابرته وجهله، فهو عند الله من التائبين⁣(⁣٧)، ولديه إن شاء الله من [الناجين وعنده


(١) في (ج): وأما.

(٢) في (ج): في التعبد.

(٣) في (ج): والجهل.

(٤) ما بين المعكوفين زيادة من (ج).

(٥) في (ج): كمثل ما.

(٦) في (ج): وهذا.

(٧) في (ج): من الناجين.