مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

كتاب التوفيق والتسديد والآادب

صفحة 426 - الجزء 1

  إن شاء الله من]⁣(⁣١) المقبولين، ومن كان ضعيف العقل، مغموراً بطباع الحيرة والجهل، فهو بمنزلة البهائم والأطفال، في رحمة الله الواحد المفضال.

  فأما⁣(⁣٢) من غمر عقله باللعب والإهمال، وشبه نفسه بالبهائم في الإغفال، فليس⁣(⁣٣) ولا كرامة من المعذورين، ولكنه عند الله من الكافرين، ولو استعمل عقله حق الاستعمال، لنال به من الخير كل منال، ولكنه أقبل على العبث والمحال، حتى ارتطم ووقع في الضلال، وصار من أجهل الجهال، فهذا ما أعتقد وأقول، وإليه أذهب وأميل.

  فأما⁣(⁣٤) الاختلاف والتبغيض إلى العباد، وسوء الأدب والميل إلى الفساد، والمكابرة والإلحاح⁣(⁣٥) في الألداد، فليس ذلك من أخلاق الصالحين، ولا هو من أفعال المسلمين، ولا يجوز مقاطعة المؤمنين، إلا بكبيرة من كبائر المفسدين، إذا أقام عليها، ولم ينتقل بالتوبة عنها، وقد رأيت كثيراً من المؤمنين، أولياء الله المتقين، يضلون عن السبب من أسباب الدين، فينبغي للمؤمن أن لا يقاطعهم حتى يبين لهم، ويرفق بهم ولا يعجل عليهم، فإن الله سبحانه لا يعذب [له جبيناً وإن لم يكن في بعض الأمور مصيباً لأنه أكرم من أن يعذب]⁣(⁣٦) وليه على السهو والنسيان، كما يعذب على العمد والبيان.


(١) ما بين المعكوفين ساقط في (ج).

(٢) في (ج): وأما.

(٣) في (ج): فهو ليس.

(٤) في (ج): وأما.

(٥) في (ج): واللجاج.

(٦) ما بين المعكوفين ساقط في (ج).