[الوعيد]
[الوعيد]
  [وسألت يا أخي وفقك الله لهدايته وأتم ما أولاك من نعمته عن الرد عن من زعم أن الله لا يعذب أحد من العباد، وإنما أوعدهم ليزجرهم بالوعيد من الفساد وأنه رغبهم ورهبهم بغاية الترغيب فأراد لذلك المصلحة والتأديب.
  فالرد على من قال بذلك في وعد الله ووعيده أنه لا يخلو في ترغيبه وترهيبه لعبيده من أن يكون أدّبهم بأصدق المقال، وإما أن يكون رهبهم بالكذب والمحال، فإن كان رهبهم بالصدق والحق فلا بد من تعذيبهم ونكالهم على ما اكتسبوا من قبيح أعمالهم وإن كان ترهيبهم لهم باطلاً فالكذب من أقبح المقال وأبطل الباطل، وأضل الضلال، وإنما تولد الكذب والسفه من الهوى وما تضمن القلب من البلوى، والخالق لا يشتهي ولا يهوى، وأيضاً فإن الكذب لايركن إليه ولايصدق ولا يعتمد عليه، وهذه صفات الأشرار الجهلة الفجرة الكفار، تعالى عن ذلك الواحد القهار](١).
  ***
(١) ما بين المعكوفين، ساقط في (ج).