كتاب الرؤيا
  وأما غير ذلك من رؤيا الشرور(١) ومكاره ما يرى النائم من الأمور، فمنه ما يحتمل التأويل، ومنه ما هو كائن على ما يرى(٢) النائم في المنام، وذلك بإعلام الله ذي الجلال والإكرام، إذ لا(٣) يصح الخبر بالشيء في حال عدمه، إلا من عالم أحاط به قبل كونه؛ لأنه لو كان جاهلاً به لما علمه قبل حدوثه، وفي هذا دلالة على الله رب العالمين، وحكمة تفضل بها على المخلوقين.
  وأما ما روي عن النبي ~ وعلى آله(٤) من قوله: «إن الحلم من الشيطان» فإنما أراد بذلك أن الله سبحانه أطلع العباد في المنام على أفعال الشياطين ليجتنبوها، وليتعوذوا بالله منها ولا يقربوها، لأنها (لا تضر)(٥) من أخلص التوبة إليه من أفعالهم، واستعاذ به من سوء أعمالهم(٦).
(١) في (ج): السرور.
(٢) في (ج): ما يراه.
(٣) في (ج): ولا.
(٤) في (ج): صلى الله عليه وآله الطاهرين.
(٥) زيادة من (ج).
(٦) قال رسول الله ÷: «الرؤيا الحسنة عن الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة» رواه الإمام الهادي. انظر (درر الأحاديث) ٥٢/ ٧٤، وقال رسول الله ÷: «لم يبق بعدي إلا المبشرات، فقالوا: وما المبشرات يا رسول الله؟ قال: الرؤيا الصالحة يراها العبد الصالح أو تُرى له، جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة» رواه الإمام الهادي (درر الأحاديث) ٥٣/ ٧٥.