مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[مشاهدات]

صفحة 462 - الجزء 1

  وربما أمتحن الله أولياءه الفينة بعد الفينة، وربما احتاج إلى معنى من المعاني فأري صورة ذلك المعنى في المنام، وإلى ما يؤول وكيف يكون، وربما أطلب من الله حاجة أجهلها، وأطلب منه بيان ما أريد من صلاحها، فإذا هجم عليّ النوم رأيت رجلاً يصف لي الحاجة التي أطلب ويقول: أنا أشير عليك بطلب حاجتك هذه ولكنها تعسر عليك من وجه ذا وذا، وتسهل من وجه كذا وكذا وحاجتك التي⁣(⁣١) أشير عليك بها صفتها ونعتها وحليتها كذا وكذا أصلها كذا وكذا. فأنظر ذلك جهاراً على ما وصف لي في المنام.

  وربما أغفل عن النعت والصفة لوجه من وجوه الحكمة، وضرب من ضروب المحنة، وربما اشتبهت علي الإجابة بالألغاز والتعريض والإشارات حتى يتبين لي الجهل من نفسي، والعجز عن إدراك مرادي، فادعو إلى الله ø يا رب إني لم أفهم ما أوميت إليه، ولم أقف بفهمي عليه، [فبين لي أمره فإنني لا أقدر على فهمه]⁣(⁣٢)، فإذا نمت هجم عليّ تفسير تلك الألغاز بأبين ما يكون من البيان، وأوضح ما يحتاج إليه من البرهان.

  وقد يجب على العاقل إذا ورد عليه ما لا يفهمه من اللغز والإشارة والتعريض أن لا يعجل ولا يتقحم على الشبهة، فإن التقحم بغير بينة لا يؤمن معه الزلل والخطأ؛ لأني رأيت في المنام قائلاً يقول: إن من الرؤيا ما لا يتبين عند رؤية النائم، وربما رأيت شيئاً والمراد سواه.


(١) في (ب): حاجتك هذه التي.

(٢) ما بين المعكوفين زيادة من (ج).