كتاب تثبيت إمامة الإمام القاسم بن علي ¥

  الحمد لله الذي إعلولي عرشه فقهر، وبين عدله فظهر، وأشق نوره فبهر، وحكم في خلقه فعدل، وعم إحسانه فشمل، وحسن بلاؤه، وتباركت أسماؤه وعظمت آلاؤه، وكثرت أدلاؤه، وعز أولياؤه، وذل أعداؤه، وبلغت حجته ونفذت مشيئته، وتمت كلمته، وظهرت نعمته، وبانت حكمته، وجلت دلائله، وخاب مزائله، وخذل خاذله، وعز ناصره وأنارت بصائره، وعجز واصفه، ونجا خائفه، وضل مخالفه، وعظم شأنه، ووضح برهانه، ولاح تبيانه، وعلا سلطانه، وبعد عن مشابهة خلقه ومماثله صنعه، وجل عن ظلم عبيده، وصدق في وعده ووعيده، فهو لا إله إلا هو العلي الحميد، الواحد المجيد، المبدئ المعيد الشديد، الغفور الودود، الواحد الأحد الفرد الصمد، العزيز المنيع، البصير السميع، الحكيم العليم، الرحمن الرحيم، الكريم الحليم، قرب سبحانه من خلقه بغير ملازقة، وبعد بغير مفارقة، ودنا بغير معاينة، وونأى بغير مباينة، فهو دان بغير مجاهرة، شاهد لا بمحاصرة، واحتجب لا بمسايره، وخلق لا بمؤامرة، ودبر لا بمشاورة، وظهر بغير ملامسة، وبطن بلا ملابسة،