كتاب تثبيت إمامة الإمام القاسم بن علي ¥
  موصوف لا بمعاينة، قيوم لا بمصابرة، عالم لا بمباشرة، غني لا بمكاثرة، حليم لا بمنازعة، مجيب لا بمراجعة، متكلم لا بمشافهة، مبرهن لا بمواجهة، فحججه على خلقه بوالغ، ونعمه عليهم سوابغ، فجعلنا الله لأنعمه من الشاكرين، وآلائه من الذاكرين، والحمد لله رب العالمين، الذي عجز عن نعته الناعتون، وضل عن وصفه الواصفون، ولم تدركه العيون، ولم يتوهمه المتوهمون، ولم تبلغه خواطر القلوب، ولم يخف عليه شيء من الغيوب، وانتهرت عن كنهه ضمائر المخلوقين، وانحسرت عنه قلوب المربوبين، فالأبصار عن دركه مبتهرة، والقلوب عن ذاته مبهرة، وحججه على خلقه زاهرة، وشواهد صنعه ظاهرة، تعلن بالنداء لسامعها، وتشهد بالحكمة لصانعها، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة من ذل له ولأوليائه، وعز وغلظ على أعدائه، وأشهد أن محمد عبده ورسوله ونبيه وحبيبه وصفوته ونجيبه، بعثه الله للخلق بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيرا، فبلغ رسالة ربه ونصح لأمته حتى قبضه الله إليه، واختار له ما عنده ولديه، بعد أن أوضح سبيل الهدى، وكشف به دياجير الدجي، فصلوات الله عليه وعلى من طاب من ذريته وعترته وأشهد أن أحق الناس بمقامه من كان له أخاً في حياته، ووصياً بعد وفاته، ومعدناً لسره وأمانته، وشقيقاً في نسبه وخلافته، علي بن ابي طالب أمير المؤمنين وولي أولياء الله المتقين، وأخو رسول رب العالمين ~ وعلى نسله وعلى من طاب من ذريته الطاهرين الأخيار الأبرار الصادقين À أجمعين، وسلم ورحم وكرم وشرف وعظم.