مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[إمامة الوصي]

صفحة 472 - الجزء 1

  ووزره مَحْطُوطٌ، قد نظر الدنيا بعين الزوال، وأيقن عنها بالارتحال، فقطع منها أمله، وانتظر أجله، فهو للموت منتظر، وفي الله مهاجر، واقف على طريق نجاته، متخلص من موبقاته، فجسمه بالمحن مغمور، وقلبه بذكر الله معمور، قد عمر آخرته بخراب دنياه، وآثر طاعة خالقه ومولاه، وأخلص لله سريرته، وعمر بالإيمان آخرته، وجعل عند الله ذخيرته، وزرع رياض التقوى فأنبتها، ورفع قواعد الإسلام فأثبتها، وجعل في الله رغبته، وللؤمنين ولايته، وللجبارين غلظته، وللفاسقين عداوته، أصفح الخلق عن المذنبين، وأرأفهم بالضعفة والمساكين، وأعناهم بالفقراء المحتاجين، العامل لله بجهده، المؤثر على نفسه وولده، واصل الأرحام، أبو الأيتام، وحليف القرآن، ذو الجود والإحسان، والفضل والإيمان، كافل الأرامل، كامل الفضائل، الإمام المنصور والعلم المذكور، ولي الواحد المجيد، أخ العدل والتوحيد، فصلوات الله عليه ورحمته ورضوانه وبركاته وغفرانه، ونظر الله وجهه وغفر له وتقبل سعيه وعمله، وحشرنا في زمرته، وجعلنا من حزبه ورفاقه، وما عسيت أن أصف من فضائله، وأذكر من جميع فعائله، لكنا نميل إلى الاختصار، ونرغب عن التطويل والإكثار.

[إمامة الوصي]

  فزعموا أن الله ø لم يبعث بعد وليه المرتضى إماماً، ولم يدع بعده من آل محمد ~ وآله وسلم إلا ظالم، وأن الحجة من بعده ما سطر من الكلام في كتبه، وأنهم بزعمهم قائمون بها مترجمون لما غمض منها، هم ومن وافقهم على دينهم، واتبع ما قالوا من ألاعيبهم، وقد رد الله عليهم