مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[حديث الثقلين]

صفحة 477 - الجزء 1

  فلعمري لو لم يتكلم الرسول ~ وعلى آله وسلم ولم يقل في ذلك حرفاً لكان في قول الله شفاء للقلوب، وكفى به لكل عبد منيب.

[حديث الثقلين]

  فكيف؟! ألا إنه قال - بإجماعهم لو انتفعوا بقلوبهم وأسماعهم -: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض» ولا يخلو قوله ~ وعلى آله «لن يفترقا» من أن يكون باطلاً أو حقاً، فنعوذ بالله من تكذيب الرسول ومكابرة حجج العقول، فلقد كفر من كذب كتاب الله رب العالمين، ورد قول الرسول الأمين، وتعلق بأوهامه، وظنونه، وقبل وحي شياطينه، واعتمد على المتشابه من الأقاويل، وجهل مخارج السير والتأويل، وفارق محكم التنزيل، واتكل على الأقاويل المهلكات، وقبل ما روي من المتشابهات، وتبرأ من الأمهات المحكمات، ولن يقول أحد يعقل أن بعد ما ذكرنا مقنع، ولا أن لما ذكرنا من التنزيل قاطع، ولا يقول أحد أن الأئمة أولى من كتاب الله بالصدق وأقرب إلى الصواب والحق، ولا يقول أحد من الأنام إن كتب الإمام الهادي # أولى من قول ذي الجلال والإكرام، ولا يقول أحد من أهل العقول والتمييز، بإبطال شهادة الحكيم العزيز، ولكنا نقول إن شاء الله ونعتقد ما لا ينكره من الناس أحد: إن شهادة الله صادقة وإحاطته بالأشياء سابقة، وأنه لم يشهد إلا بما علم بصحته مما لا يقدر أحد على إزاحته، وأن قوله ثابت مجيد، وأصل قوي شديد، وصراط مستقيم، شديد، لا يضل من تمسك به ابداً، ولا يميل عن الحق والهدى، وأن قول أئمتنا لا يخالف الكتاب ولا يحيد عن الحق والصواب، وإنما اختلف من