مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

مقدمة التحقيق

صفحة 5 - الجزء 1

مقدمة التحقيق

  

  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد الأمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وبعد:

  فإن العقل البشري يجد في رسالة القرآن الخالدة من الموقع والمكانة ما لا يمكن أن يجده في سواها على الإطلاق، فهو وجد موقعه الأرقى ومكانته الأسمى مُذ جعله الله فيها مناط التكليف وأداة النظر ومستقر الخطاب، وعلامة التكريم الفارقة بين الإنسان وغيره من المخلوقات الأخرى.

  وإذا كان الإسلام - كرسول وكرسالة - قد جاء ليعظم دور العقل ويقلده هذه المكانة الرفيعة أمكننا القول بأن رسالته الخالدة هي بامتياز رسالة العقل ومصدر تفعيله في اتجاه إدراك الحقيقة الكبرى لهذا الوجود وهي معرفة الله ø المعرفة العقلية التي رتبت أعظم النتائج وأكبر التحولات في حياة الإنسان العاقل، ومن أهمها وأعظمها خروجه من عبادة المخلوق إلى عبادة الخالق، وما وفرته وتوفره هذه العبادة من معاني الارتقاء بالإنسان إلى الذروة من المجد والحرية والعيش الكريم والحياة الفاضلة، ولذلك اعتبرت هذه المعرفة أول العبادة وأساسها، قال تعالى: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ ١٧ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ