باب التوجه والافتتاح
باب التوجه والافتتاح(١)
  فإذا توجه تعوّذ بالله وهو مستقبل القبلة، وليسكن أطرافه ولا يعجل في شيء من صلاته، وليذكر وقوفه للحساب، ويلهم نفسه الخشية من العقاب، ويَقُلْ: {وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} الآية [الأنعام: ٧٩] إلى: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}[الأنعام: ١٦٣] ولا يتكلم بكلمة من صلاته إلا ويريد بها الدعاء إلى الله سبحانه، وعز عن كل شأن شأنه.
  ومعنى قوله وَجَّهْتُ وَجْهِيَ: يريد توجهت إليك يا رب وأقبلت إلى طاعتك، واتباع أمرك وإرادتك.
  ومعنى فَاطر السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ: هو الذي صنعهما وافتطر خلقهما وابتدعهما.
  ومعنى قوله حَنِيفاً مُّسْلِماً: الحنيف: فهوالمستقيم الخاشع.
  والمسلم: هو الذي سلَّم لأمر الله تسليماً وانقطع إليه ورضي عن الله وتوكل عليه، فلم يرضا من الأشياء كلها إلا بما ارتضاه، ولم يوال أحداً غير من والاه، واتصل بالله سيده ومولاه.
(١) وهناك كتيب مفيد قيم عن شرح ألفاظ الصلاة للإمام أحمد بن يحيى المرتضى ¥ سماه (حياة القلوب). طبع بتحقيقنا.