مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

باب التوجه والافتتاح

صفحة 519 - الجزء 1

  ومعنى قوله وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ: الذين أشركوا مع الله في عبادتهم، وشركوا بين الله وغيره في عملهم، إما بعبادة الأوثان، وإما بالنفاق والتزيين والإنفاق لطلب الشر والسمعة والجاه عند المخلوقين والرفعة، كما قد رأينا من أفعال الفاسقين، والظلمة المنافقين المشركين بين الخالق والمخلوقين.

  ومعنى قوله: {إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}⁣[الأنعام: ١٦٢] يريد بذلك اللهم إني جعلت دعائي وديني وحياتي ما حييت لك وموتي في الضعف لك، لا أصرف شيئاً من ذلك في غير مرضاتك.

  ثم يفتتح الصلاة فيقول: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ}⁣[الإسراء: ١١١] الله أكبر.

  ومعنى قوله الْحَمْدُ لِلَّهِ: هو أمر من الله للعباد أن يحمدوه فيقولوا بأفواههم، ويعتقدوا بقلوبهم، ويعملوا بجوارحهم، فمن حمد الله بهذه الأوجه فقد أطاعه واستوجب من الله ثوابه.

  ومعنى قوله لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً: فهو لم يلد ولداً، فيكون أصلاً والداً، لأن الوالد مخرج للولد، والمخرج لا يكون إلا من الجسد، والجسد لا يكون إلا متحركاً مستمراً، أو ساكناً لابثاً مستقراً، وإذا كان [في] هذين الحالين مضطراً لم يكن خالقاً مدبِّراً، وإذا كان كذلك لم يستحق شكراً.

  ومعنى قوله وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ: فالملك هو الخلق المملوك، الذي ليس مع الله فيه شريك.

  ومعنى قوله وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ: هو أنه غير محتاج إلى معين يواليه، وينفي عنه الذل مما يعاديه.

  ومعنى قوله الله أكبر: فهو أعز وأعظم وأقدر.