مقدمة التحقيق

  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد الأمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وبعد:

  فمن خلال تحقيقنا لكتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم بن علي العياني ¦، المتوفى سنة (٤.٤ هـ) وجدنا أن ما ينسب إليه من الأقوال الغريبة المخالفة لما عليه أهل البيت $ لا يمت إلى الحقيقة بصلة، وليس من الإنصاف أن نحاكمه إلى ما قيل عنه، وإنما إلى ما قال به هو في كتبه ورسائله، والتي لم نجد فيها عبارة أو حتى إشارة أو قرينة تدل على ما نسب إليه من تلك الأقوال.

  ومن العجيب أن بعض المؤرخين نقل تلك الأقوال ونسبها إليه، وجعلها كحقائق يجب التسليم بها والاعتماد عليها، وهي في الحقيقة أوهام نفسية وتلفيقات كاذبة وافتراءات ظالمة لا أساس لها من الصحة.

  ومن أجل أن يكون المطلع الكريم على بينة من ذلك حاولت أن أجمع أهم تلك الأقوال المنسوبة إليه، وأنقل من كلام الإمام الحسين العياني ما يدل على بطلانها ويوضح بهتانها، وبينما أنا في حالة الجمع لذلك وقفت على هذه الرسالة التي بين يديك للسيد العالم النحرير أبي عبد الله حميدان بن يحيى القاسمي المتوفى في أواخر القرن السابع الهجري، وإذا بها قد اشتملت على أهم ما أريد إيضاحه، فعمدت إلى تحقيقها ونشرها، كمساهمة مني في الدفاع