فصل [تعجب واستغراب]
  يداري في الحق من أصبح وأمسى منتظراً لسفك دمه، وقد وطئ وطأة المتثاقل على رقاب أعداء الله».
  وقوله في كتاب (الدامغ)، يصف نفسه #: «وأصبح متوقعاً للموت والفناء، وعاد الفقر أحب إليّ من الغنى».
  وقوله في كتاب (الأسرار): «فوالذي أنا في يده مانمت نومة حتى أناقش نفسي، وأتذكر ما اجترحت في يومي وأمسي، لأن النائم ربما حيل بينه وبين انتباهه كما يحال بين اليقظان ومنامه».
  وقوله في بعض (أدعيته): «وأكثر همي الشهادة في سبيلك، والغضب لدينك، وأنا حريص في ذلك، فيارب لا تخيب آمالي، ولا تخترم دون الشهادة أجلي، وعجّل يا مولاي ذلك، وارحم تضرعي» ... إلى قوله: «وعلى أن أبذل جسدي وعرضي ولساني، حتى تفرق بين روحي وجسدي، وتقطع فيه أجلي. اللهم خذ بذلك عهدي وميثاقي، واشهد علي وكفى بك شهيداً، اللهم إني أشهدك وأشهد ملائكتك وحملة عرشك وأهل سماواتك وأرضك، أني لا أرجع ولا أنثني ولا أستقيلك في بيعتي حتى ينقطع عمري، ثم أزور قبري، أو يذهب لك في العطب لحمي ودمي» وانظر كيف يجوز أن يضاف إليه # أنه لم يف بعهده وميثاقه، وكيف يجوز أن يترك تصديقه في هذا وشبهه، لأجل روايات لا دليل على صحتها، ولا ثقة بمن أسندت إليه من النسوان والمتشيعين الذين حكي عنهم بعض إخوة المهدي #.
= والحجاز، خلف لنا تراثا فكرياً رائعاً ومنه: (كتاب العدل والتوحيد)، (والدليل الكبير على الله)، (والرد على الروافض)، (والرد على الملحد)، وله الكثير من المؤلفات التي تزيد على العشرين مؤلفاً. أخبار، كثيرة، ومناقبه غزيرة - توفي سنة (٢٤٦ هـ) بالرس ¦.