مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

كتاب المعجز الباهر في العدل والتوحيد لله العزيز القاهر

صفحة 57 - الجزء 1

  ودليل آخر يقال له: هل الموضع المتصل بالسماء مرتفع أو متضع؟ فإن قال: ليس بمرتفع كذب، وإن قال بل هو مرتفع شامخ بعيد، قيل له: قد أقررت بسموه وارتفاعه، ونفيت ما سألناك عنه من اتضاعه، والعدم لا يوصف بارتفاع ولا اتضاع.

  ودليل آخر يقال له: أخبرنا عن المكان الذي يلي السماء والأرض أهو عندك مفترق أو مجتمع؟ فإن قال: بل مجتمع، قيل له: فالعدم عندك مجتمع.

  ودليل آخر يقال له: أخبرنا عن الهواء أمسموع عندك أم مبصر؟ فإن قال: مسموع، كذب وأقر بغير الحق، وإن قال: بل مبصر، قيل له: والعدم مبصر.

  ودليل آخر يقال له: أخبرنا عن المكان أمتحرك أم ساكن؟ فإن قال: لا متحرك ولا ساكن، بان خلله؛ لأن الموجود هو ما وصف من الأشياء، وقد بينا صفاته، وإذا صح وجوده لم يوجد إلا لابثاً واللبث هو السكون والهدوء والمقام.

  ودليل آخر: يقال له: أخبرنا عن الفضاء أهو ضعيف أم قوي؟ فإن قال: إنه قوي، كذب؛ لأنه يضعف عن حمل الذرة فما دونها وإذا ضعف فالضعيف موصوف بالضعف وما وصف فهو شيء.

  ودليل آخر: يقال له: أخبرنا عن الجسم الموجود والشبح المحدود كم حدوده؟ فإن كان جاهلاً لم يجب، وإن كان عالماً أجاب فقال: الجسم تحويه الجهات الست الفوق والتحت واليمين والشمال والخلف والأمام، فيقال له: أخبرنا عن هذه الجهات أهي شيء أم لا شيء، فإن قال: شيء صدق، وان قال: لا شيء بان خلله وصح غباه وجهله لأن الجهات ست والعدم ليس بواحد ولا اثنين ولا جهة ولا جهتين.