مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[حدود الهواء وجهاته]

صفحة 63 - الجزء 1

  وسطه، وليس لجوانبه وراء، ولا لأسفله تحت، ولا لأعلاه فوق أصلاً.

  فإن تردد في حيرته فقال: فإذا كان له أعلا فكيف لا يكون له فوق، وإذا كان له أسفل فكيف لا يكون له تحت؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: لأنه لو كان له فوق لكان للفوق فوق إلى ما لا نهاية له، ولو كان لأسفله تحت لكان للتحت تحت إلى ما لا نهاية له، وهذا محال.

  فإن قال: ومن أين أبطل ذلك عندك؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: بطل من أجل الدلالة التي ذكرنا لك، وأما قولك أني غايرت بين حدوده فلعمري لقد غايرت بين أسفله وأعلاه، ولم أقل لك له جهات سواه.

  فإن قال: فكيف يكون شيء محدود له أسفل وأعلى ووسط وأجزاء لا جهات له، ولا يحويه شيء غيره؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: لا يستنكر ذلك من فعل أحكم الحاكمين، وأعلم العالمين، واكرم الأكرمين، وأعظم الأعظمين، وأرحم الراحمين، ورب العالمين، وفاطر السماوات والأرضين، ومسبب الخيرات، وأقدم الموجودين، ورب الأرباب، وسبب الأسباب، وأحب الأحباب، وخير الأصحاب، حرز من لا حرز له، وكنز من لا كنز له، وآنس من صحب، وخير من أحب، وأرأف معبود، وأحمد محمود، وأجمل مقصود، وأصح موجود، وأقرب مسؤول⁣(⁣١) وأفضل مطلوب، وأول الأوائل، وأفضل الأفاضل، وأفصل فاصل، وأوصل


(١) وفي نسخة أخرى: مصمود.