مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

كتاب المعجز الباهر في العدل والتوحيد لله العزيز القاهر

صفحة 64 - الجزء 1

  واصل، وأقدم القدماء، وأحكم الحكماء، وأعلم العلماء، وأحسن الخالقين، وخير الرازقين، وأصدق الصادقين، وأسرع الحاسبين، وأقرب الأقربين، ومنج الطالبين، وملجأ الهاربين، وأحب المحبين، وأشفع الشافعين، وأصنع الصانعين ومفزع الفازعين، ومقنع القانعين، ومرجع الراجعين، وأسمع السامعين وأصدق المخبرين، وخير الخابرين، ومجيب المضطرين، وخير الغافرين.

  فإن رجع إلى مقالته فقال: أخبرني فهل يحويه شيء أم لا؟ وهل لأعلاه فوق من الأشياء؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: ليس يحويه شيء أصلاً، ولا لأعلاه فوق من الأشياء.

  فإن رجع إلى السؤال بجهله، وكابر حجة عقله فقال: وما أنكرت من أن يكون العدم فوقه وحواليه وتحته؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله الجليل: كلامك هذا متناقض عند أهل العقول، لأنك قلت يحويه العدم والعدم لا شيء، ولا شيء لا يحوي شيئاً، لأن الذي يحوي هو مكان، والمكان موجود بأبين البيان، فأوجبت أن العدم شيء من الأشياء، وأنه مكان للهواء وهذا ما لا يقول به من عقل ووعى.

  فإن رجع في حيرته وتردد وكابر معقوله، وألحد فقال: ما العدم الذي وراء الهواء؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: كلامك هذا من أحول المحال وأبطل ما قيل به من المقال وأفسد الفساد وأضل الضلال، لأنك سألت عن لا شيء، وليس عن العدم سؤال ثم لم ترض أن سألت عن المحال حتى زعمت أن للهواء وراءاً قد أبطلناه غاية الإبطال فسؤالك عن الباطل زور وخبل، وتحقيقك للمحال، ضلال وجهل، وتحكمك للظنون لعب وهزل.