مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

باب الدلالة على حدث الأجسام

صفحة 82 - الجزء 1

  والخشونات، وجعل الأجسام وما فيها من المفاصل للحركات، ودليلاً على حكمة فاطر السماوات، وجعل العقول لتنير الأمور ومعرفة الخيرات والشرور.

  ثم لم يكلنا إلى ذلك دون أن يرسل إلينا الرسل والنبيين مذكرين لنا من الغفلة ومخبرين لنا لما خلقنا له من النعم والفضل من الله والكرم والتعبد للفرق بين المطيعين والعاصين إذ لم يكن من حكمة الله الحكيم أن يساوي بين المحسنين والمسيئين.

  فيا خالق الخلق ويا باسط الرزق أسألك أن تجعل آخر حياتي وحضور وفاتي على أكمل ما يكون من طاعتك، واتباع مرضاتك، والغضب لك حتى تبلغني ما له بفضلك خلقتني، [وأن تختار لي بعلمك وتقبضني على أيقن يقيني] وتوفاني⁣(⁣١) يا مولاي على شهادة أن لا إله إلا أنت الحق اليقين الصمد الواحد المبين، وأن ترزقني الحياة ما كانت الحياة خيراً لي وأن تمنن عليّ بالوفاة في وقت طلبي للنجاة، وسلوك سبيل الهداة حتى تتم نعمك عليّ وفضائلك عندي ولديّ، فقد علمت يا مولاي بندمي على ما كان من غفلتي، فأسالك يا مولاي سؤال من عرفك واستدل عليك فأيقن بك أن تقيلني ما كان من عثرتي، وأن تغفر لي ما علمت من خطيئتي، وأن تجاوز عن زلتي فها أنا يا مولاي مستقيل إليك، متوكل في كل أموري عليك، طارح لنفسي في يديك، فإن عفوت يا مولاي وغفرت وعدت عليّ بفضلك فقد نجوت، وإن لم تغفر لي ما سلف مني فمَن غيرك يا مولاي يغفر لي؟! وإن لم تهدني فمَن


(١) أظنها وتَوَفَّنِي.