مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[دلالات الحكمة ومعانيها]

صفحة 96 - الجزء 1

  في العجز عن دفع الآفات، ونوازل المحن المحدثات، وسلب ما يحب من الحياة، وبيان الصنع فيه والدلالات.

  وإن كان مواتاً فهو كسائر الجمادات، من التُّراب والحجارة وغيرهما من الموات، والأجسام الجامدة المغفلات، ويستحيل أن يكون ذلك وما جانسه من المدبرات، خالقاً لشيء من الحيوانات، وإن كان حياً مدبراً قديماً [فقد]⁣(⁣١) صح ذلك، لأنه لو كان ميتاً لما كان حكيماً، ولما كان قديراً ولا عليماً.

  ودليل آخر: أنا قد أحطنا بجميع الأشياء علماً، وأدركناها عياناً وفهماً، فلم نجدها إلا على حالين محدثين، ومدبرين بمشيئة الله مصنوعين، وهما الحركة والسكون اللذان لا ينفك منهما شيء موجود، وإذا صح حدثهما، وصح أن جميع الأشياء لم تنفك منهما، ولم يكن قبلهما، فهي في الحدث مثلهما، وسبيلها سبيلهما.

  والدليل على أن جميع الأشياء لا تنفك منهما، ولا توجد قبلهما، أنها لا توجد إلا زائلة متحركة، أو مقيمة ساكنة، فإن زالت فزوالها حركة، وإن أقامت ولبثت، فالسكون هو لبث وإقامة.

  والدليل على أن الحركة والسكون معنيان، وشيئان غير الأجسام متغايران، أنا نجد الحركة تكثر من الشيء الواحد، فلا تكثر لكثرها، وتقل تارة فلا تقل لقلتها، وتزول تارة فلا تزول لزوالها، ولا تبطل لبطلانها، مثل حركة النجم التي لا تحصى لكثرتها، والنجم واحد محدود، وحركته [تعدم]⁣(⁣٢) ما مضى منها، وهو بعينه باق موجود.


(١) ما بين المعكوفين ساقط في (ب).

(٢) ما بين المعكوفين ساقط في (ب).