[حدوث الدهور والأزمان]
  قيل له ولا قوة إلا بالله: أنكرنا ذلك، لأن ما مضى من الساعات لا يخلو من أحد وجهين:
  [١] إما أن يكون عدم وبطل بعد حدوثه.
  [٢] وإما أن يكون [الآن](١) موجوداً كله.
  فإن قلت: إن ما مضى من الحركة(٢) والسكون موجود فهذا محال، لأن ما مضى من الساعات التي هي السكون والحركات فقد عدم كله، بعد حدوث كل ساعةٍ منه، وإذا عدم كله بعد حدوثه فهو محدث، لأن الساعات التي مضت، والأزمان التي بطلت، على حالين:
  حال وجدت فيها بعد عدمها أوجب حدوثها، وحال عدمت فيه بعد وجودها.
  فأما الحال الذي كانت فيه موجودة، فهو حدوثها إذ حدثت(٣).
  وأما الحال الذي عدمت فيه، فهو وقتها إذ تصرمت(٤) قبله بعد حدوثها فعدمت.
  وإذا صح عدم جميع ما مضى، وتصرم بعد حدوث كله وانقضى، فقد صح ما قلنا به من ذلك، إذ هو في الحدوث كذلك، وإذا صح حدوث الدهر الذي هو كثرة الحركات والسكون، اللذين لم تنفك الأجسام كلها منهما، فسبيله في الحدث سبيلهما(٥)، وفي هذا ما قطع أهل الإلحاد والجحود، ودمغ إن شاء الله أهل الكفر والعنود.
(١) ما بين المعكوفين ساقط في (ب).
(٢) في (ب): الحركات.
(٣) في (ب): إذا حدثت.
(٤) في (ب): وإذا تصرمت.
(٥) في (ب): سبيلها.