شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[الرابع من المعارف: الاسم الموصول]

صفحة 124 - الجزء 1

  جرّا ونصبا - ولجمع المذكّر: الّذين - بالياء مطلقا - والألى، ولجمع المؤنّث: اللّائي، واللّاتي، وبمعنى الجميع: من، وما، وأيّ، وأل في وصف صريح لغير تفصيل كالضّارب والمضروب، وذو في لغة طيّئ، وذا بعد ما أو من الاستفهاميّتين، وصلة أل الوصف، وصلة غيرها: إمّا جملة خبريّة ذات ضمير مطابق للموصول يسمّى عائدا، وقد يحذف نحو: {أَيُّهُمْ أَشَدُّ}⁣(⁣١) {وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ}⁣(⁣٢) {فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ}⁣(⁣٣) {وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ}⁣(⁣٤)، أو ظرف أو جارّ ومجرور تامّان متعلّقان باستقرّ محذوفا.

[الرابع من المعارف: الاسم الموصول]

  ش - الباب الرابع من أنواع المعارف: الأسماء الموصولة⁣(⁣٥)، وهي: المفتقرة إلى صلة وعائد⁣(⁣٦).

[الموصول خاص أو مشترك، وألفاظ كل من النوعين]

  وهي على ضربين: خاصّة، ومشتركة.

  فالخاصة «الذي» للمذكّر، و «التي» للمؤنث، و «اللّذان» لتثنية المذكّر و «اللّتان» لتثنية المؤنث، ويستعملان بالألف رفعا وبالياء جرا ونصبا⁣(⁣٧)، و «الأولى» لجمع المذكّر،


(١) من الآية ٦٩ من سورة مريم.

(٢) من الآية ٣٥ من سورة يس.

(٣) من الآية ٧٢ من سورة طه.

(٤) من الآية ٣٣ من سورة المؤمنين.

(٥) إنما كان الاسم الموصول من جملة المعارف؛ لأنه موضوع على أن يستعمله المتكلم به في معلوم عند المخاطب بواسطة جملة الصلة، ومن أجل هذا تجدهم يشترطون في جملة الصلة أن تكون معهودة للمخاطب، بخلاف الجملة التي تقع صفة للنكرة؛ فإنهم لم يشترطوا فيها ذلك؛ فإذا قلت: «لقيت من ضربته» فإن اعتبرت «من» موصولة كان المعنى: لقيت الشخص المعروف عندك بكونك قد ضربته، وإن اعتبرت «من» موصوفة كان المعنى: لقيت شخصا موصوفا بكونه مضروبا لك، فتخصص الموصول بالوضع، وتخصص الموصوفة طارئ.

(٦) تنقسم الموصولات انقساما أوليا إلى قسمين: الأول الموصولات الحرفية، والثاني الموصولات الاسمية.

فأما الموصولات الحرفية فيضبطها أنها «كل حرف أول مع صلته بمصدر ولم يحتج إلى عائد» وعددها خمسة أحرف، وهي أن المفتوحة الهمزة الناصبة للاسم الرافعة للخبر، وأن الناصبة للفعل المضارع، وما، وكي، ولو الدالة على التمني.

وأما الموصولات الاسمية فهي التي تعرض المؤلف لبيانها، وهي التي تعتبر قسما من أقسام المعرفة، وإنما اقتصر على ذكرها لأنه بصدد بيان المعرفة وأنواعها.

(٧) ولك في نون «اللذان، واللتان» ثلاث لغات:

الأولى: ثبوتها مكسورة مخففة كنون المثنى، وهذه اللغة أفصح اللغات، وهي الأصل.

الثانية: ثبوت النون مكسورة مشددة، وقرئ بها في قوله تعالى: {وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ فَآذُوهُما}. =