شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[للمستغاث به استعمالان آخران]

صفحة 246 - الجزء 1

[للمستغاث به استعمالان آخران]

  وللمستغاث [به] استعمالان آخران؛ أحدهما: أن تلحق آخره ألفا فلا تلحقه حينئذ اللام من أوله، وذلك كقوله:

  ٩٦ - يا يزيدا لآمل نيل عزّ ... وغنى بعد فاقة وهوان


= المعنى: يقول: إني أبكي عليك ولست من أهلك؛ لأنني من ديار بعيدة عن ديارك، وأنا ناء شديد البعد عن أهلي، ثم دعا الكهول والشبان ليعجبوا من هذه الحال.

الإعراب: «يبكيك» يبكي: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل، والكاف ضمير المخاطب مفعول به، مبني على الفتح في محل نصب «ناء» فاعل يبكي مرفوع بضمة مقدرة على الياء المحذوفة لأجل التخلص من التقاء الساكنين، منع من ظهورها الثقل «بعيد» صفة لناء، وصفة المرفوع مرفوعة، وبعيد مضاف و «الدار» مضاف إليه «مغترب» صفة ثانية لناء «يا» حرف نداء واستغاثة «للكهول» اللام حرف جر، والكهول: مجرور باللام، والجار والمجرور متعلق بيا، أو بالفعل المحذوف، على نحو ما فصلناه في شرح الشاهد السابق «وللشبان» الواو عاطفة، واللام جارة، والشبان: مجرور باللام، والجار والمجرور معطوف على الجار والمجرور السابق «للعجب» جار ومجرور متعلق بفعل محذوف، أي: أدعوكم للعجب.

الشاهد فيه: قوله «يا للكهول وللشبان» حيث جر الشبان بلام مكسورة؛ لكونه معطوفا من غير أن يعيد معه يا.

٩٦ - وهذا الشاهد أيضا مما لم أجد أحدا نسبه إلى قائل معين، وقد أنشده المؤلف في أوضحه (رقم ٤٤٩).

اللغة: «آمل» اسم فاعل من الأمل وهو الرجاء «فاقة» فقر «هوان» مذلة.

المعنى: يستغيث بمن اسمه يزيد لنفسه، وعبر عن نفسه بآمل نيل عز وغنى؛ لأنه يرجو رفده ويستمنح عطاءه، فإذا أعطاه فقد طرد عنه الفقر ونفى عنه الفاقة، يكني بذلك عن كون الممدوح يعطي العطاء الكثير الذي يغني، وإذا توجه إليه فقد عز جانبه وعظمت منزلته.

الإعراب: «يا» حرف نداء واستغاثة «يزيدا» منادى مستغاث به، مبني على ضم مقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة المناسبة المأتي بها لأجل الألف، في محل نصب «لآمل» جار ومجرور متعلق بفعل محذوف، أي: أدعوك لآمل، وفي آمل ضمير مستتر هو فاعله؛ لأنه يعمل عمل الفعل لكونه اسم فاعل «نيل» مفعول به لآمل منصوب بالفتحة الظاهرة، ونيل مضاف و «عز» مضاف إليه «وغنى» الواو عاطفة، غنى: معطوف على نيل أو على عز «بعد» ظرف متعلق بآمل، أو بمحذوف صفة لغنى، وبعد مضاف و «فاقة» مضاف إليه، مجرور بالكسرة الظاهرة «وهوان» الواو عاطفة، هوان: معطوف على فاقة.

الشاهد فيه: قوله «يا يزيدا» حيث ألحق المستغاث به الألف في آخره، ولم يدخل عليه اللام في أوله.