[حكم المندوب]
[حكم المندوب]
  وحكمه حكم المنادى؛ فتقول «وا زيد» بالضم، و «وا عبد اللّه» بالنصب، ولك أن تلحق آخره ألفا؛ فتقول: وا زيدا، وا عمرا، ولك إلحاق الهاء في الوقف فتقول: وا زيداه، وا عمراه، فإن وصلت حذفتها، إلا في الضرورة؛ فيجوز إثباتها كما تقدم في بيت المتنبي؛ ويجوز [حينئذ] أيضا ضمها تشبيها بهاء الضمير؛ وكسرها على أصل التقاء الساكنين.(١)
= بما ألاقي من لهب الهيام، وأنا عنده عليل الجسم لفرط الذي أعانيه، سقيم الحال لفساد اعتقاده فيّ.
الإعراب: «وا» حرف نداء وندبة، مبني على السكون لا محل له من الإعراب «حر» منادى مندوب، منصوب بالفتحة الظاهرة، وحر مضاف وقلب من «قلباه» مضاف إليه، مجرور بكسرة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، والألف للدلالة على الندبة، والهاء للسكت، وزيادتها في الوصل خطأ عربية، أو ضرورة «ممن» جار ومجرور متعلق بحر «قلبه» قلب: مبتدأ، وقلب مضاف والهاء ضمير الغائب العائد إلى الاسم الموصول في ممن: مضاف إليه «شبم» خبر المبتدأ، وجملة المبتدأ والخبر لا محل لها صلة الموصول «ومن» الواو حرف عطف، من: اسم موصول معطوف على الاسم الموصول السابق «بجسمي» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «وحالي» الواو عاطفة، حال: معطوف على جسمي، وحال مضاف وياء المتكلم مضاف إليه «عنده» عند: ظرف متعلق بمحذوف حال من حالي، وعند مضاف والهاء ضمير الغائب مضاف إليه «سقم» مبتدأ مؤخر، وجملة المبتدأ والخبر لا محل لها صلة الموصول.
التمثيل به: في قوله «واحر قلباه» فإن هذا يدل على أن المندوب متوجع منه؛ لأن العاشق يتوجع من حرارة قلبه.
والعجب من المؤلف الذي يذكر أن زيادة الهاء في الوصل لا تجوز إلا في الضرورة، ويعلم أن المولدين ليس لهم أن يقيسوا على ضرورات العرب، ثم يجعل هذا البيت مثالا للضرورة فيما بعد، كيف استشهد بهذا البيت وهو مشتمل على ضرورتين؟
ثم المتوجع منه إما أن يكون محل ألم، ومثاله البيت الذي أنشده، فإن القلب هو محل الألم الذي يتوجع منه، ومنه قول الآخر:
فوا كبدا من حبّ من لا يحبّني ... ومن عبرات ما لهنّ فناء
فإن الكبد محل الألم أيضا، وقد يكون المتوجع منه سببا في الألم، ومنه قول الشاعر:
تبكيهم دهماء معولة ... وتقول سلمى: وا رزيّتيه
فإن الرزية سبب في حدوث الألم الذي يتوجع منه.
(١) هذا الذي ذكره الشارح من أن الهاء لا تزاد في الندبة إلا في الوقف، هو ما ذهب إليه جمهور النحاة، وذهب الفراء إلى أنه يجوز زيادة الهاء مضمومة ومكسورة في الوقف وفي الوصل، من غير ضرورة، ومن الشواهد التي استدل بها على ذلك قول الشاعر: =