شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[صور ائتلاف الكلام ست، ولكل صورة أنواع]

صفحة 63 - الجزء 1

  ص - والكلام لفظ مفيد.

  ش - لما أنهيت القول في الكلمة وأقسامها الثلاثة؛ شرعت في تفسير الكلام؛ فذكرت أنه عبارة عن «اللفظ المفيد».

  ونعني باللفظ: الصّوت المشتمل على بعض الحروف، أو ما هو في قوة ذلك؛ فالأول نحو: «رجل»، «وفرس». والثاني: كالضمير المستتر في نحو «اضرب»، «اذهب» المقدّر بقولك «أنت».

  ونعني بالمفيد ما يصحّ الاكتفاء به؛ فنحو «قام زيد» كلام؛ لأنه لفظ يصح الاكتفاء به، وإذا كتبت «زيد قائم» مثلا، فليس بكلام؛ لأنه وإن صح الاكتفاء به [لكنه] ليس بلفظ، وكذلك إذا أشرت إلى أحد بالقيام أو القعود فليس بكلام لأنه ليس بلفظ.

  * * *

[صور ائتلاف الكلام ست، ولكل صورة أنواع]

  ص - وأقلّ ائتلافه من اسمين، ك «زيد قائم»، أو فعل واسم، ك «قام زيد».

  ش - صور تأليف الكلام ستّ، وذلك لأنه يتألف من اسمين، أو من فعل واسم، أو من جملتين، أو من فعل واسمين، أو من فعل وثلاثة أسماء، أو من فعل وأربعة أسماء.

  (١) أما ائتلافه من اسمين، فله أربع صور؛ إحداها: أن يكونا مبتدأ وخبرا، نحو «زيد قائم»، الثانية: أن يكونا مبتدأ وفاعلا سدّ مسدّ الخبر، نحو: «أقائم الزّيدان»؟ وإنما جاز ذلك لأنه في قوة قولك: «أيقوم الزّيدان؟» وذلك كلام تامّ، لا حاجة له إلى شيء، فكذلك هذا، الثالثة: أن يكونا مبتدأ ونائبا عن فاعل سدّ مسدّ الخبر، نحو «أمضروب الزيدان»، الرابعة: أن يكونا اسم فعل وفاعله، نحو «هيهات العقيق» فهيهات: اسم فعل، وهو بمعنى بعد، والعقيق: فاعل به.

  (٢) وأمّا ائتلافه من فعل واسم فله صورتان؛ إحداهما: أن يكون الاسم فاعلا، نحو:

  «قام زيد»، والثانية: أن يكون الاسم نائبا عن الفاعل نحو: «ضرب زيد».

  (٣) وأما ائتلافه من الجملتين فله صورتان أيضا؛ إحداهما: جملة الشرط والجزاء، نحو:

  «إن قام زيد قمت»، والثانية: جملتا القسم وجوابه، نحو: أحلف باللّه لزيد قائم».