شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[تكسر همزة «إن» في مواضع]

صفحة 186 - الجزء 1

[تكسر همزة «إن» في مواضع]

  ص - وتكسر إنّ في الابتداء، نحو: {إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْر}، وبعد القسم نحو:

  {حم ١ وَالْكِتابِ الْمُبِينِ ٢ إِنَّا أَنْزَلْناهُ} والقول، نحو: {قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ} وقبل اللّام، نحو: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ}.

  ش - تكسر إنّ في مواضع:

  أحدها: أن تقع في ابتداء الجملة، كقوله تعالى {إِنَّا أَنْزَلْناهُ}⁣(⁣١) {إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ}⁣(⁣٢) {أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}⁣(⁣٣).

  الثاني: بعد القسم، كقوله تعالى: {حم، وَالْكِتابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ}⁣(⁣٤) {يس، وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ}⁣(⁣٥).

  الثالث: أن تقع محكيّة بالقول، كقوله تعالى: {قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ}⁣(⁣٦).

  الرابع: أن تقع اللام بعدها، كقوله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ}⁣(⁣٧) فكسرت بعد «يعلم»، و «يشهد، وإن كانت قد فتحت بعد علم وشهد، في قوله تعالى: {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ}⁣(⁣٨) {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ}⁣(⁣٩) وذلك لوجود اللام في الأوّلين دون الآخرين.


= وذلك إذا اتصل الاسم بضمير يعود إلى المجرور نحو قولك: «إن في الدار صاحبها» أو اتصل الاسم بلام الابتداء نحو قولك: «إن في الدار لزيدا» والثالث ما يجوز فيه الأمران: التوسط بين إن واسمها، والتأخر عن الاسم، وذلك فيما عدا ما ذكرنا، ومنه الآيتان الكريمتان، وأما الخبر الذي ليس جارا ومجرورا ولا ظرفا فلا يجوز وقوعه إلا متأخرا بعد إن واسمها.

(١) من الآية ١ من سورة القدر.

(٢) من الآية ١ من سورة الكوثر.

(٣) من الآية ٦٢ من سورة يونس.

وتمثيل المؤلف بهذه الآيات يدل على أن الابتداء في كلامه يشمل الابتداء الحقيقي كما في الآيتين الأولى والثانية، والابتداء الحكمي كما في الآية الثالثة.

(٤) من الآيات ١، ٢، ٣، من سورة الدخان.

(٥) الآيات ١، ٢، ٣، من سورة يس.

(٦) من الآية ٣٠ من سورة مريم.

(٧) من الآية ١ من سورة المنافقين.

(٨) من الآية ١٨٧ من سورة البقرة.

(٩) من الآية ١٨ من سورة آل عمران.