[الخامس من المعارف: ذو الأداة]
  ولا «جاء الذي أمس» لنقصانهما، وحكى الكسائي «نزلنا المنزل الّذي البارحة» أي: الذي نزلناه البارحة، وهو شاذ.
  وإذا وقع الظرف والجار والمجرور صلة كانا متعلقين بفعل محذوف وجوبا، تقديره استقرّ، والضمير الذي كان مستترا في الفعل انتقل منه إليهما.
  * * * ص - ثمّ ذو الأداة وهي أل عند الخليل وسيبويه لا اللّام وحدها، خلافا للأخفش، وتكون للعهد نحو: {فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ} و «جاء القاضي» أو للجنس ك «أهلك النّاس الدّينار والدّرهم» {وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} أو لاستغراق أفراده نحو: {وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً} أو صفاته نحو: «زيد الرّجل».
[الخامس من المعارف: ذو الأداة]
  ش - النوع الخامس من أنواع المعارف: ذو الأداة، نحو: الفرس والغلام.
  والمشهور بين النحويين أن المعرّف «أل» عند الخليل، واللام وحدها عند سيبويه(١) ونقل ابن عصفور الأول عن ابن كيسان، والثاني عن بقية النحويين، ونقله بعضهم عن الأخفش، وزعم ابن مالك أنه لا خلاف بين سيبويه والخليل في أن المعرّف أل، وقال:
  وإنما الخلاف بينهما في الهمزة: أزائدة هي أم أصلية؟ واستدلّ على ذلك بمواضع أوردها من كلام سيبويه(٢).
(١) هذا الذي ذكره الشارح هنا غير ما ذكره في المتن، وما ذكره هنا هو المعروف عند النحاة عن سيبويه، ولذلك اضطر العلامة السجاعي أن يكتب على عبارة المتن ما نصه: «أي في أحد قوليه، وقوله الآخر إنها اللام وحدها، وهو المشهور عند النحاة عن سيبويه» وأقول: فابن هشام قد صنف المتن معتمدا على ما نقله ابن مالك عن سيبويه من أنه موافق للخليل، ثم بدا له أن يخالف ذلك اعتمادا على المشهور بين النحاة عن سيبويه؛ فليس لسيبويه رأيان كما توهمه عبارة السجاعي، ولكن النقل مختلف عنه، ووجه هذا الاختلاف اختلاف العلماء في المعنى الذي يفهم من كلامه؛ فهو اختلاف فهم لا اختلاف مذهب.
(٢) وذكر ابن مالك أن الهمزة عند الخليل أصلية، وعند سيبويه زائدة، وقال بعد ذلك: والصحيح عندي قول الخليل - وهو القول بأن المعرف هو أل برمتها، وأن الهمزة حرف أصلي، يعني أن الموضوع للتعريف هو أل، لا اللام بشرط زيادة الهمزة - ويدل لصحته أربعة أمور:
الأول: أنه يلزم على القول بزيادة الهمزة تصدير حرف زائد في كلمة ليست أهلا للزيادة، وهي حرف التعريف.
الثاني: أنه يلزم عليه أيضا أن توضع كلمة واجبة التصدير - أي الوقوع في أول الكلمة - على حرف واحد ساكن، مع العلم بأن الحرف الساكن لا يبدأ به، لأن ذلك مخالف للحكمة التي عهدت من العرب في استعمالهم. =