[الثالث من المعارف: اسم الإشارة]
  إما على أنه بدل منه، أو عطف بيان عليه، وإن كانا مفردين - كزيد قفة، وسعيد كرز - فالكوفيون والزجاج يجيزون فيه وجهين؛ أحدهما: اتباع اللقب للاسم كما تقدم في بقية الأقسام، والثاني: إضافة الاسم إلى اللقب، وجمهور البصريين يوجبون الإضافة، والصحيح الأوّل، والاتباع أقيس من الإضافة(١) والإضافة أكثر.
  * * *
[الثالث من المعارف: اسم الإشارة]
  ص - ثمّ الإشارة، وهي: ذا للمذكّر، وذي وذه، وتي وته، وتا للمؤنّث، وذان وتأن للمثنى: بالألف - رفعا، وبالياء جرّا ونصبا، وأولاء لجمعهما، والبعيد بالكاف مجرّدة من اللّام مطلقا، أو مقرونة بها، إلّا في المثنّى مطلقا، وفي الجمع في لغة من مدّه، وفيما تقدّمته «ها» التّنبيه.
  ش - الثالث من أنواع المعارف: اسم الإشارة.
[ألفاظ الإشارة، ومواضعها]
  وينقسم - بحسب المشار إليه - إلى ثلاثة أقسام: ما يشار به للمفرد، وما يشار به للمثنى، وما يشار به للجماعة، وكل من هذه الثلاثة ينقسم إلى مذكر ومؤنث.
  فللمفرد المذكر لفظة واحدة، وهي «ذا»(٢).
  وللمفردة المؤنثة عشرة ألفاظ: خمسة مبدوءة بالذال - وهي: ذي وذهي - بالإشباع - وذه - بالكسر، وذه - بالإسكان، وذات، وهي أغربها، وإنما المشهور استعمال ذات بمعنى
(١) إنما كان الاتباع أقيس لأن الإضافة تحوج إلى تأويل الأول بالمسمى والثاني بالاسم حتى لا يلزم إضافة الشيء إلى نفسه.
(٢) المراد المفرد حقيقة أو حكما، أما المفرد حقيقة فنحو «هذا زيد» من كل ما هو مفرد لفظا ومعنى، وأما ما هو مفرد حكما فهو على ضربين، الأول: أن يكون مفردا في اللفظ وهو جمع في المعنى، نحو قولك «هذا الجمع» وقولك «هذا الفريق» والثاني أن يكون مؤولا بمفرد وإن كان في اللفظ اثنين أو جمعا، نحو قوله تعالى: {عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ} أي بين الفارض والبكر، لأن المراد عوان بين المذكور، ويدخل في هذا النوع قول لبيد بن ربيعة:
ولقد مللت من الحياة وطولها ... وسؤال هذا النّاس كيف لبيد
والمراد بالمذكر المذكر ولو تأويلا نحو قول الشاعر:
نبئت نعما على الهجران زارية ... سقيا ورعيا لهذا العاتب الزّاري