شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[يجوز حذفها وحدها أو مع اسمها]

صفحة 162 - الجزء 1

  متعاصية على الحذف لقوتها بالحركة، ولا في نحو: «إن يكنه فلن تسلّط عليه»⁣(⁣١)، لاتصال الضمير المنصوب بها، والضمائر تردّ الأشياء إلى أصولها، ولا في الموقوف عليها، نصّ على ذلك ابن خروف، وهو حسن، لأن الفعل الموقوف عليه إذا دخله الحذف حتى بقي على حرف واحد أو حرفين وجب الوقف عليه بهاء السكت⁣(⁣٢)، كقولك عه ولم يعه، ف «لم يك» بمنزلة «لم يع» فالوقف عليه بإعادة الحرف الذي كان فيه أولى من اجتلاب حرف لم يكن، ولا يقال مثله في «لم يع» لأن إعادة الياء تؤدّي إلى إلغاء الجازم، بخلاف «لم يكن» فإن الجازم اقتضى حذف الضمة، لا حذف النون، كما بينا.

  * * *

[يجوز حذفها وحدها أو مع اسمها]

  ص - وحذفها وحدها معوّضا عنها «ما» في مثل «أمّا أنت ذا نفر» ومع اسمها في مثل «إن خيرا فخير» و «التمس ولو خاتما من حديد».

  ش - من خصائص «كان» جواز حذفها، ولها في ذلك حالتان: فتارة تحذف وحدها ويبقى الاسم والخبر، ويعوّض عنها «ما»، وتارة تحذف مع اسمها ويبقى الخبر ولا يعوّض عنها شيء.

  فالأول بعد «أن» المصدرية في كل موضع أريد فيه تعليل فعل بفعل، كقولهم: «أمّا أنت منطلقا انطلقت» أصله: انطلقت لأن كنت منطلقا، فقدّمت اللام وما بعدها على


=

فإن يك عامر قد قال جهلا ... فإنّ مظنّة الجهل الشباب

وقول الحطيئة - وهو الشاهد رقم ٢٢ -:

ألم أك جاركم ويكون بيني ... وبينكم المودّة والإخاء؟

وقول امرئ القيس:

وإن تك قد ساءتك مني خليقة ... فسلي ثيابي من ثيابك تنسل

(١) كلام سيدنا رسول اللّه ÷، وقد روى الحديث: مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة (٢/ ٢٧٤ بولاق) والبخاري في كتاب الجهاد (٤/ ٧٠ بولاق) والإمام أحمد في عدة مواضع من المسند (انظر الحديث رقم ٦٣٦٠ وما بعده في ٩/ ١٧٢).

(٢) الصحيح أن وجوب اجتلاب هاء السكت إنما هو فيما بقي على حرف واحد، وأما ما بقي على حرفين فلا يجب اجتلاب هاء السكت عند الوقف عليه، وقد شنع المؤلف نفسه في كتابه «أوضح المسالك» على ابن مالك بعد أن نقل عنه مثل هذه المقالة.