[ليس فعل، خلافا للفارسي]
[ليس فعل، خلافا للفارسي]
  وأما «ليس» فذهب الفارسيّ في الحلبيّات إلى أنها حرف نفي بمنزلة «ما» النافية وتبعه على ذلك أبو بكر بن شقير.
[عسى فعل، خلافا للكوفيّين]
  وأما «عسى» فذهب الكوفيون إلى أنها حرف ترجّ بمنزلة «لعلّ» وتبعهم على ذلك ابن السّرّاج.
  والصحيح أن الأربعة أفعال؛ بدليل اتصال تاء التأنيث الساكنة بهنّ، كقوله عليه الصلاة والسّلام: «من توضّأ يوم الجمعة فبها ونعمت، ومن اغتسل فالغسل أفضل»، والمعنى: من توضأ يوم الجمعة فبالرخصة أخذ، ونعمت الرخصة الوضوء، وتقول:
  «بئست المرأة حمّالة الحطب، وليست هند مفلحة، وعست هند [أن] تزورنا».
  وأما ما استدلّ به الكوفيون فمؤوّل على حذف الموصوف وصفته، وإقامة معمول الصفة مقامها، والتقدير: ما هي بولد مقول فيه نعم الولد، ونعم السير على عير مقول فيه بئس العير، فحرف الجرّ في الحقيقة إنما دخل على اسم محذوف كما بينا، وكما قال الآخر:
  ٨ - واللّه ما ليلي بنام صاحبه ... ولا مخالط اللّيان جانبه
  أي بليل مقول فيه نام صاحبه.
٨ - لم أجد أحدا ممن استشهد بهذا البيت نسبه إلى قائل معين، وقد استشهد به كثير من العلماء، منهم الأشموني في باب نعم وبئس (رقم ٧٤٤).
اللغة: «الليان» بفتح اللام - مصدر لان، مثل اللين، تقول: لان لينا وليانا، هذا هو المعروف المذكور في معاجم اللغة، لكن قال العلامة السجاعي: «والليان بكسر أوله بمعنى اللين» ولم أجد لذلك وجها، إلا أن يحمل على أنه جعله مصدر لاينه، وهو بعيد كل البعد، والليان واللين: السهولة ونعمة العيش والرخاء، وقد روي صدر البيت كما في الأشموني:
... عمرك ما زيد بنام صاحبه ...
المعنى: يصف أنه أرق ليلته وطال سهره وجفا جنبه عن الفراش، فكأنه نائم على شيء خشن لا لين فيه.
الإعراب: «واللّه» الواو حرف قسم وجر، ولفظ الجلالة مقسم به مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلق بفعل قسم محذوف، أي: أقسم واللّه، وقوله «ما ليلي» ما: نافية تعمل عمل ليس عند الحجازيين، وهي مهملة عند بني تميم «ليلي» اسم «ما» على لغة الحجازيين، =