[المستثنى بخلا وعدا وحاشا]
[المستثنى بخلا وعدا وحاشا]
  وانتصابه بعد «ليس» و «لا يكون» على أنه خبرهما، واسمهما مستتر فيهما [أي وجوبا] وانتصابه بعد «ما خلا» و «ما عدا» على أنه مفعولهما، والفاعل مستتر فيهما.
  والثالث: ما يخفض تارة وينصب أخرى، وهو ثلاثة: خلا، وعدا، وحاشا. وذلك لأنها تكون حروف جر وأفعالا ماضية: فإن قدّرتها حروفا خفضت بها المستثنى، وإن قدّرتها أفعالا نصبته بها على المفعولية، وقدّرت الفاعل مضمرا فيها.
  * * *
[مخفوضات الأسماء:]
  ص - باب، يخفض الاسم إمّا بحرف مشترك، وهو: من، وإلى، وعن، وعلى، وفي، واللّام، والباء للقسم وغيره، أو مختصّ بالظّاهر، وهو: ربّ، ومذ، ومنذ، والكاف، وحتّى، وواو القسم، وتاؤه.
  ش - لما انقضى الكلام على ذكر المرفوعات والمنصوبات، شرعت في ذكر المجرورات، وقسّمت المجرورات إلى قسمين(١): مجرور بالحرف، ومجرور بالإضافة،
= الواقع بعد ما خلا يكون منصوبا، وذلك لأن «ما» هذه مصدرية، وما المصدرية لا يكون بعدها إلا فعل، فإذا وجب أن يكون خلا فعلا وجب أن يكون ما بعده منصوبا على أنه مفعول به، وإنما يجوز جره إذا كان «خلا» حرفا، وهي لا تكون حرفا متى سبقها الحرف المصدري، ولبعض العلماء هنا مقال ذكرنا مجمله في شرحنا على «أوضح المسالك» ولا يليق ذكره في هذه اللمحة اليسيرة.
(١) فإن قلت: فلماذا لم يذكر المؤلف الجر على التبعية للمجرور، ولا الجر بالمجاورة للمجرور؟
فالجواب عن ذلك: أن الجر بالتبعية ليس نوعا جديدا من المجرورات، بل هو راجع إلى أحد النوعين اللذين ذكرهما، لأن العامل في التابع - ما عدا البدل - هو نفس العامل في المتبوع، والبدل على نية تكرار العامل، فعامله مثل عامل المبدل منه، فلا يخرج التابع عن كونه مجرورا بالمضاف أو بحرف الجر، فأما الجر بالمجاورة فإنه شاذ في التوكيد قليل في النعت، فلهذا لم يذكره، ومثال الجر للمجاورة في التوكيد قول الشاعر:
يا صاح بلّغ ذوي الزّوجات كلّهم ... أن ليس وصل إذا انحلّت عرى الذّنب
الرواية بجر «كلهم» لمجاورته «الزوجات» المجرور، مع أنه توكيد لذوي المنصوب لأنه مفعول به لبلغ، ومثال جر النعت للمجاورة قول امرئ القيس:
كأنّ ثبيرا في عرانين وبله ... كبير أناس في بجاد مزمّل
الرواية بجر «مزمل» لمجاورته لبجاد المجرور، مع أن مزملا نعت لكبير أناس المرفوع لأنه خبر «كأن» في أول البيت.
وقد جاء النعت مرفوعا لمجاورته للمرفوع مع أن المنعوت ليس مرفوعا، في قول الشاعر: =