[الإضافة المعنوية على ثلاثة أقسام]
  وتنقسم الحروف المذكورة إلى ما وضع على حرف واحد؛ وهو خمسة: الباء، واللام، والكاف، والواو، والتاء، وما وضع على حرفين، وهو أربعة: من، وعن، وفي، ومذ؛ وما وضع على ثلاثة أحرف، وهو ثلاثة: إلى، وعلى، ومنذ؛ وما وضع على أربعة وهو «حتّى» خاصة.
  وتنقسم أيضا إلى ما يجرّ الظاهر دون المضمر، وهو سبعة: الواو، والتاء، ومذ ومنذ، وحتى، والكاف، وربّ؛ وما يجر الظاهر والمضمر، وهو البواقي.
[المجرور بالإضافة]
  ثم الذي لا يجرّ إلا الظاهر ينقسم إلى ما لا يجر إلا الزمان، وهو مذ، ومنذ.
  تقول: ما رأيته مذ يومين، أو منذ يوم الجمعة، وما لا يجرّ إلا النكرات وهو «ربّ» تقول:
  ربّ رجل صالح. وما لا يجرّ إلا لفظ الجلالة، وقد يجرّ لفظ الرّبّ مضافا إلى الكعبة وقد يجر لفظ الرحمن، وهي التاء، قال اللّه تعالى: {وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ}(١)، {تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنا}(٢) وهو كثير. وقالوا: «تربّ الكعبة لأفعلنّ كذا» وهو قليل. وقالوا:
  «تالرّحمن لأفعلنّ كذا» وهو أقلّ. وما يجرّ كل ظاهر وهو الباقي.
  * * * ص - أو بإضافة اسم على معنى اللّام ك «غلام زيد» أو من ك «خاتم حديد» أو في ك «مكر اللّيل» وتسمّى معنويّة؛ لأنّها للتّعريف أو التّخصيص، أو بإضافة الوصف إلى معموله ك «بالغ الكعبة» و «معمور الدّار» و «حسن الوجه» وتسمّى لفظيّة لأنّها لمجرّد التّخفيف.
[الإضافة المعنوية على ثلاثة أقسام]
  ش - لما فرغت من ذكر المجرور بالحرف شرعت في ذكر المجرور بالإضافة وقسمته إلى قسمين:
  أحدهما: أن لا يكون المضاف صفة والمضاف إليه معمولا لها، ويخرج من ذلك ثلاث صور:
  إحداها: أن ينتفي الأمران معا ك «غلام زيد».
(١) من الآية ٥٧ من سورة الأنبياء.
(٢) من الآية ٩١ من سورة يوسف.