[يغني عن الخبر فاعل الوصف المعتمد أو نائب فاعله]
  ذلك وجب تأويله، كقولهم: «الليلة الهلال»(١) فهذا على حذف مضاف، والتقدير: الليلة طلوع الهلال.
[يغني عن الخبر فاعل الوصف المعتمد أو نائب فاعله]
  ص - ويغني عن الخبر مرفوع وصف معتمد على استفهام أو نفي، نحو: «أقاطن قوم سلمى» و «ما مضروب العمران».
  ش - إذا كان المبتدأ وصفا معتمدا على نفي أو استفهام، استغنى بمرفوعه عن الخبر، تقول: «أقائم الزيدان» و «ما قائم الزيدان»؛ فالزيدان: فاعل بالوصف، والكلام مستغن عن الخبر؛ لأن الوصف هنا في تأويل الفعل، ألا ترى أن المعنى: أيقوم الزيدان، وما يقوم الزيدان؟ والفعل لا يصحّ الإخبار عنه، فكذلك ما كان في موضعه.
  وإنما مثّلت بقاطن ومضروب ليعلم أنه لا فرق بين كون الوصف رافعا للفاعل، أو النائب عن الفاعل.
= منصوبا على الظرفية أم كان مجرورا بفي؛ فيكون في هاتين الحالتين متعلقا بمحذوف هو الخبر أو الصفة أو الحال، أم كان متصرفا معربا مرفوعا على الخبرية أو منصوبا على الحالية أو تابعا للموصوف، فاسم الزمان أعم من الظرف الزماني، لأن اسم الظرف خاص بما يكون منصوبا على الظرفية.
(١) وقد ورد من ذلك قول امرئ القيس بن حجر الكندي - وقد أخبر بمقتل أبيه - «اليوم خمر، وغدا أمر» يريد اليوم شرب خمر، ومثله قولهم: الرطب شهري ربيع، وقولهم: الورد أيار، يريدون طلوع الرطب في شهري ربيع، وظهور الورد في أيار، وكذلك قول رجل من ضبة، ويقال: القائل هو قيس بن حصين الحارثي:
أكلّ عام نعم تحوونه ... يلحقه قوم وتنتجونه
وقول امرئ القيس أيضا «اليوم قحاف، وغدا نقاف» والقحاف: جمع قحف، وهو إناء يشرب فيه، والنقاف:
أراد به الحرب وتحطيم الرؤوس، وهذا بمعنى كلامه الأول، وتقديره: اليوم شرب في قحاف، وغدا تحطيم رؤوس في قتال.
واعلم أن الأصل هو ألا يخبر باسم الزمان عن المبتدأ الدال على الذات بسبب أن الشأن في الأسماء الدالة على الذوات أن يكون وجودها مستمرا في جميع الأزمنة، فالإخبار عنها باسم الزمان الدال على حصة معينة منه يكون تخصيصا للذات بالوجود في زمن خاص مع أن وجودها حاصل في غير هذا الزمان مثل حصولها فيه، وهذا لا يجوز لأنه لا يفيد السامع شيئا لم يكن يعلمه.
ثم اعلم أن المدار في تجويز ذلك الإخبار هو حصول فائدة لم يكن يعلمها المخاطب، وقد وضع العلماء ضابطا لحصول الفائدة تيسيرا على المبتدئين، وحاصل هذا الضابط أن يكون المبتدأ عاما - أي دالّا على متعدد - والخبر خاصا، نحو «نحن في شهر ربيع» أو «نحن في زمان طيب» أو «مبارك».
ومن هذا التعليل تفهم السر في جواز الإخبار باسم المكان عن اسم الذات وعن اسم المعنى، كما تعلم السر في جواز الإخبار بالزمان عن المعنى.