[إذا خففت «كأن» عملت، وقد يذكر اسمها، ويجب إن كان خبرها فعلا أن يفصل بينها وبينه بلم أو قد]
  ص - وأمّا كأن فتعمل، ويقلّ ذكر اسمها، ويفصل الفعل منها بلم، أو قد.
[إذا خففت «كأن» عملت، وقد يذكر اسمها، ويجب إن كان خبرها فعلا أن يفصل بينها وبينه بلم أو قد]
  ش - إذا خفّفت «كأنّ» وجب إعمالها، كما يجب إعمال أن، ولكن ذكر اسمها أكثر من اسم أن، ولا يلزم أن يكون ضميرا(١).
  قال الشاعر:
  ٥٩ - ويوما توافينا بوجه مقسّم ... كأن ظبية تعطو إلى وارق السّلم
= أن يكون ضمير شأن محذوفا، ولا يكون الخبر حينئذ إلا جملة.
ومثل هذا البيت قول الشاعر:
فلو أنك في يوم الرّخاء سألتني ... طلاقك لم أبخل وأنت صديق
(١) يفهم من كلام الشارح أن بين «أن» المفتوحة المخففة وبين «كأن» المخففة اتفاقا وافتراقا.
فأما الاتفاق بينهما ففي شيئين، الأول: أنه يجب في كل منهما الإعمال ولا يجوز الإهمال، والثاني: أنه بوجه عام يجوز مع كل منهما ذكر الاسم.
وأما وجوه الافتراق فثلاثة، الوجه الأول: أن خبر أن يلزم أن يكون جملة متى كان اسمها ضمير شأن وذلك واجب عند بعض النحاة كما أخبرتك، بخلاف خبر كأن فلا يجب عند أحد أن يكون جملة، والوجه الثاني:
أنه يجب عند بعض النحاة أن يكون اسم أن المخففة ضمير شأن، ولا يجب ذلك عند أحد منهم في لكن، والوجه الثالث: أن اسم أن المخففة يجب حذفه أو يكثر - على الخلاف في ذلك - وأما اسم كأن فلم يذهب أحد إلى وجوب حذفه.
هذا، والقول بوجوب إعمال كأن إذا خففت هو قول الجمهور، وقال الكوفيون: تهمل، وذهب قوم من النحاة إلى أنها تعمل إذا كان اسمها ضميرا، فأما إذا كان اسمها ظاهرا فلا تعمل.
٥٩ - هذا البيت من كلام باعث بن صريم - ويقال: باغت بن صريم - اليشكري ونسبه جماعة لكعب بن أرقم بن علباء اليشكري، والبيت من شواهد سيبويه (ج ١ ص ٢٨١) وقد أنشده الأشموني (رقم ٢٧٧) والمؤلف في أوضحه (رقم ١٥١) وفي شذور الذهب (رقم ١٤٠) والمبرد في الكامل (ج ١ ص ٥٠).
اللغة: «توافينا» تجيئنا «بوجه مقسم» أي بوجه جميل، مأخوذ من القسام - بفتح كل من القاف والسين - وهو الجمال «تعطو» تمد عنقها لتتناول «وارق السلم» أي شجر السلم المورق.
المعنى: يصف امرأة بأن لها وجها جميلا حسنا، وعنقا كعنق الظبية طويلا.
الإعراب: «يوما» ظرف زمان منصوب على الظرفية الزمانية متعلق بقوله «توافينا» الآتي «توافينا» توافي: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي، ونا: مفعول به، مبني على السكون في محل نصب «بوجه» جار ومجرور متعلق بتوافي «مقسم» نعت لوجه «كأن» حرف تشبيه ونصب «ظبية» على رواية النصب: اسم كأن «تعطو» فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الواو منع من =